الأربعاء، 4 مايو 2011

حزب الحرية و العدالة‏ .. حزب الاخوان المسلمين الجديد


26/02/2011
أخيرا‏..‏ حزب للأخوان وبالطبع نعني به حزب الحرية والعدالة‏,‏ الذي أعلنت جماعة الإخوان المسلمين عن بدء تأسيسه والإعلان عن موقع جديده علي خريطة العمل السياسي في مصر للمرة الأولي في تاريخها‏
وهو الحزب الذي تتوقع له الجماعة انغماسا جماهيريا واسعا‏,‏ وأن تزيد نسبة مرشحيه في البرلمان القادم علي 30%‏ مع التمسك بمبدأ أن الترشح للرئاسة حق سيتم استخدامه في الوقت المناسب‏.‏
وفي أهم وأخطر حوار للدكتور محمد سعد الكتاتني‏,‏ وكيل مؤسسي حزب الحرية والعدالة مع الأهرام‏,‏ كشف النقاب عن فكر الجماعة ومنطلقات الحزب الجديد تجاه أهم القضايا المثيرة في المجتمع وعلي رأسها علاقة الحزب بالجماعة التي أكد الكتاتني أنه لا وصاية للجماعة علي الحزب مع تمسكه بحقه في التعبير عن توجهاتها‏,‏ وأفكارها‏,‏ شريطة الدخول في الحوار الوطني‏.‏
متي ينتهي الحزب من إعداد برنامجه‏..‏ وماهي أهم منطلقاته الأساسية؟
ـ البرنامج الجديد للحزب الجاري إعداده حاليا سوف ينتهي خلال ثلاثة أسابيع ينطلق من مرجعية الشريعة الإسلامية المتوافقة مع المادة الثانية من الدستور‏,‏ وهو البرنامج الذي يطالب بدولة مدنية يكون فيها الشعب مصدر السلطات ويختار نوابه عبر انتخابات حرة ونزيهة‏,‏ ويختار رئيس الجمهورية الذي يمكن محاسبته وعزله في إطار من الديمقراطية التي تعني بسيادة القانون والتعددية وتداول السلطة‏.‏
ونفي الكتاتني وجود أي تناقض لمرجعية الحزب مع عقائد الآخرين‏,‏ موضحا أن الحزب لا يعتبر الإخوة المسيحيين أقلية بل هم جزء من نسيج الوطن وشركاء فيه أسهموا جنبا إلي جنب مع إخوانهم المسلمين في بناء الدولة المصرية الحديثة‏.‏
ورغم تميز الحزب بهذه المنطلقات فإنه لا ينفي التزام الأحزاب الأخري بالشريعة الإسلامية‏,‏ ولكن التعددية واقع وأن البرنامج الجديد للحزب سوف يعرض علي الشعب‏,‏ وسوف يكون المواطن المصري الحكم والفيصل‏.‏
وأوضح الكتاتني أن الحزب يفتح أبوابه لكل المصريين بمن فيهم المسيحيون والحزب يرحب بانضمام شباب ‏25‏ يناير‏.‏
هل الجماعة ستقوم بدور الموجه والمراقب للحزب في المرحلة المقبلة؟
ـ الجماعة لن تقوم بعمل مواز للحزب لأن الحزب يعبر عنها وعن توجهاتها‏,‏ مشددا علي أن الجماعة لن تقوم بدور الموجه أو المراقب‏,‏ فالحزب سيكون حزبا مستقلا يدور في إطاره التنظيمي الحزبي الذي لا تتدخل الجماعة فيه‏,‏ وذلك في الوقت الذي تعمل فيه الجماعة بصورة واسعة في العمل السياسي‏.‏
وهكذا نري أن الكتاتني حرص علي وجود خط التماس الرفيع بين العمل السياسي للجماعة والعمل الحزبي التنظيمي للحزب الجديد‏.‏
جلسة واحدة‏..‏ للحوار الوطني
كيف تمت دعوتكم للحوار الوطني ومتي؟
ـ قال الكتاتني لـلأهرام إن الأخوان لم توجه لهم أي دعوة من النظام لمشاركته في أي حوار وطني مع القوة السياسية علي مر التاريخ سواء بطريقة مباشرة أو غير مباشرة‏.‏
وأن الحوار مع صفوت الشريف‏,‏ الأمين العام للحزب الوطني في نهاية عام‏ 2004,‏ لم يكن حوارا حقيقيا من وجهة نظر الكثير من المراقبين لأنه كان بين صفوت الشريف من جانب وكل رئيس حزب بمفرده من جانب آخر‏,‏ ولم تعلن نتائج الحوار‏,‏ ولم يعلم المجتمع علي ماذا اتفقوا حتي أطلق عليه حوار الطرشان وقد طالبنا أن نكون طرفا في أي حوار منذ ذلك الحين للخروج من حالة الأنسداد السياسي التي فرضها الحزب الوطني علي المجتمع كما أتسم تفكيرهم بأسلوب إقصائي بدليل أنهم لم يدخلوا في حوار جدي مع أي من الأحزاب‏.‏
وماذا عن مشاركتك في الحوار الوطني عقب ثورة‏ 25‏ يناير؟
ـ تمت دعوتنا أكثر من مرة للدخول في هذا الحوار مع النائب عمر سليمان ولكننا كنا متحفظين ومعترضين علي توقيت الحوار في المناخ الذي تسوده المظاهرات والثورة في بدايتها‏,‏ وكانت هناك مخاوف من أن يكون الحوار في هذا التوقيت يعد التفافا علي الثورة‏.‏
وقال الكتاتني أن الجماعة تقدمت بقائمة من الشروط للدخول في الحوار الوطني والتي تضمنت عدم إجراء الحوار مع الجماعة بمفردها‏,‏ ولكن ضرورة أن يشمل الحوار كل القوي الوطنية معا وأن يكون معلنا‏,‏ ويشارك فيه الشباب ولا تتوقف التظاهرات واشترطنا أن يتم الحوار في أجواء هادئة‏,‏ وعندما تمت الاستجابة لمطالبنا تم تحديد جلسة الحوار وشاركنا فيها ولم تتعدي جلسة واحدة‏.‏
وماذا عن رأيكم في تولي الدكتور يحيي الجمل مسئولية إدارة الحوار الوطني في المرحلة القادمة‏,‏ وهل تمت دعوتكم للمشاركة في هذا الحوار‏,‏ وماهي أوليات القضايا؟
ـ الدكتور يحيي الجمل قيمة وطنية كبيرة يقوم بدور وطني في تجميع القوي السياسية قبل أن يتولي منصب نائب رئيس الوزراء وهو ليس بعيدا عن الائتلاف الوطني وكان دائما عضوا رئيسا علي مائدة الحوار الوطني‏,‏ ولكنه لم يطلب من الجماعة أو الحزب المشاركة حتي الآن في الحوار الوطني‏,‏ وفي حالة طلب ذلك سوف ننظر في أجندة الحوار‏,‏ وإذا رأينا أن المشاركة سوف تنتج حوارا جادا لمصلحة الوطن فلن نتردد في المشاركة‏.‏
وما موقفكم من التشكيل الجديد للحكومة؟
ـ الجماعة والحزب يرفضان التشكيل الجديد للحكومة واستمرارها‏,‏ لأننا نرغب في حكومة تضم كفاءات بدون انتماءات سياسية سواء الأحزاب أو الإخوان‏,‏ وإذا كان الدكتور يحيي الجمل هو نائب رئيس الوزراء في الحكومة الحالية وبما له من مصداقية مع القوي السياسية المعارضة سيتحاور لتحقيق مطالب الثورة في الانتقال السلمي بالسلطة إلي سلطة مدنية بها ديمقراطية حقيقية تتحقق العدالة الاجتماعية فإننا نوافق علي الحوار من أجل تحقيق مطالب الثورة‏.‏
فالأولوية علي أجندة الحوار إنهاء حالة الطوارئ ومحاسبة من أفسدوا الحياة السياسية ونهب ثروات البلاد‏,‏ وقتلوا المصريين عمدا أثناء الثورة فدم المصريين لا يذهب هباء‏.‏
وهل اصطدم الإخوان‏..‏بعز والوزراء في سجن المزرعة طره؟
ـ إن عز والعادلي والمغربي وجرانة طمعوا في زنازين المعتقلين من الإخوان المسلمين داخل سجن المزرعة التي قام الإخوان بتطويرها للاقامة فيها لهم ولإخوانهم من اللاحقين الذين يتناوبون الإقامة فيها علي فترات متفاوتة يقيم فيها حاليا المهندس حسن مالك المحكوم عليه بسبع سنوات في قضية ميليشيات الأزهر‏,‏ وخيرت الشاطر في نفس القضية‏,‏ والدكتور أسامة سليمان الذي يؤكد الكتاتني أنه ليس من الإخوان وأنه سجن ظلما لأنه علي علاقة نسب معهم‏,‏ وقد رفض هؤلاء بشدة استبدال زنازينهم بزنازين عز والوزراء أو مشاركتهم لهم في الإقامة بها‏,‏ حيث يقيم عز والوزراء في زنازين ضيقة للغاية علي البورش‏,‏ رفض هشام طلعت مصطفي أيضا استضافتهم‏.‏
ماذا عن موقفكم من الانتخابات الرئاسية والبرلمانية القادمة؟
ـ نحن نتفق مع الجماعة علي أمرين عدم الترشيح في انتخابات الرئاسة القادمة وعدم السعي للأغلبية في البرلمان لأن الفترة القادمة تحتاج لتوافق مجتمعي علي الإصلاح وبناء الدولة كما أن هناك مشكلة تسبب فيها الحزب الوطني بتمسكه بالعمل بأسلوب القطب الواحب ومشددا علي قوله ونحن لن نرث تركة الحزب الوطني أو العمل بآلياته‏,‏ ولكننا نريد فترة انتقالية نقوي فيها الحياة السياسية والتيارات المختلفة في المجتمع التيار الإسلامي والتيار القومي والتيار اليساري والليبرالي‏,‏ وفي ظل إعلام حر بلا ملاحقات أمنية مع حرية اجتماعات حتي يكون للمواطن المصري الحرية في اختيار توجهه وتكون المنافسة حقيقية فرسالتنا الحالية أن الجميع يبني مصر‏,‏ ومصر ليست بلد الإخوان بمفردهم‏,‏ ولكنها بلد كل المصريين أقر أن الحصول علي الأغلبية حق والترشح للرئاسة حق‏,‏ ولكني سوف استخدم هذا الحق في الوقت المناسب‏,‏ واعتقد أن نسبة الإخوان في البرلمان المقبل لن تزيد علي نسبة 30%.‏
وما رأيكم في عودة الحزب الوطني مرة أخري؟
ـ أوافق علي إعادة تشكيل الحزب الوطني وعودته للحياة السياسية لأن به رجال شرفاء‏,‏ كما أن معظم رجال الأعمال ليسوا فاسدين‏,‏ ولكنني أري عودته بآليات أخري وأن يتطهرممن أفسدوه وإذا كان سيدخل في منافسة حقيقية فلن يحظي بالأغلبية‏.‏
ماهو موقف الحزب والجماعة من تصريحات هيلاري كلينتون ومباركتها تولي الإخوان السلطة في مصر‏..‏ وماهي علاقتكم بحزب الله اللبناني؟
ـ نرفض تصريحات كلينتون أو موافقتها بشأن رئيس الجمهورية في مصر وأن الشعب هو الذي يختار ولا نريد منها أو من غيرها التدخل في الشأن المصري‏,‏ ولأن رئيس مصر سوف يختار بإرادة مصرية وليس بتدخل أجنبي‏.‏
ونفي الكتاتني وجود أي علاقة مع حزب الله قبل أو بعد ‏25‏ يناير كما ان الجماعة اعتذرت عن لقاء رئيس وزراء بريطانيا وغيره من ممثلي الدول الأجنبية لأن الوطن يمر بحالة حرجة ونحن ننأي بأنفسنا عن الاتصال بأي جهة خارجية‏.‏
هل هناك تعاون مع القوي الوطنية الأخري بصدد انتخابات الرئاسة؟ وما هو موقع المرأة داخل الحزب الجديد؟
ـ أوضح الكتاتني أن الجماعة تسعي حاليا لتأسيس الحزب ولكنها تعمل علي تجميع القوي الوطنية تحت مسمي حوار من أجل مصر يستهدف التنسيق في المرحلة القادمة وعقدت ‏4‏ لقاءات‏,‏ ومن المنتظر أن تعقد اللقاء الخامس في مارس المقبل‏,‏ وتشمل اللقاءات الجمعية الوطنية للتغيير وأحزاب الوفد والناصري والجبهة مع تحفظ حزب التجمع الرسمي وحضور بعض أعضائه بصفة شخصية‏,‏ وأكد الكتاتني أن المرأة سوف يكون لها مكانتها وعضويتها في الحزب بكل المواقع عن طريق الانتخاب لكفاءتها مع الرفض الكامل لكوتة المرأة في البرلمان‏,‏ لأنه يعد تحايلا لتمثيلها في الحياة السياسية كما نظام الانتخاب بالقائمة النسبية فرصة كبيرة لترشيح المرأة‏,‏ لكنه أقر بتأييده للانتخابات الفردية حاليا لأن الأحزاب مازالت ضعيفة‏.‏
وقال إن حزب الحرية والعدالة الجديد سوف يسعي لإصدار جريدة تعبر عنه‏,‏ وإنه لا مانع من تولي رئاستها صحفيون من الصحف القومية مع احتفاظها بطابعها المستقل الحر‏.‏

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق