الجمعة، 18 مايو 2012

هوامش حرة من هموم الرئيس القادم بقلم: فاروق جويدة

كان الله في عون رئيس مصر القادم فقد ورث تركة ثقيلة من دولة فساد اطاحت بكل مقومات هذا الوطن بشرا وأموالا وتاريخا وثقافة‏.. امام الرئيس الجديد ملفات كثيرة تبدأ بجرائم الماضي وتنتهي مع شعب يحلم بمستقبل أفضل وحياة اكثر كرامة.. امام الرئيس القادم تحديات كثيرة لإعادة بناء وطن نهبته أيدي الفساد واستباحته نفوس مريضة وضمائر باعت كل شئ.. هناك خطأ شائع رددته سنوات ابواق النظام السابق ان مصر دولة فقيرة وان إمكانياتها لا تكفي وان مسئولية إطعام وتعليم وإسكان وعلاج85 مليون مواطن تحتاج إلي معجزات, كانوا يمنون علينا دائما بما يسمي الدعم وهو أكذوبة طويلة, ويتساءلون بحماقة, ماذا نفعل لكم وانتم تتكاثرون كل يوم.. ونسي هؤلاء ان هناك دولا مثل الهند والصين تطعم مئات الملايين من أبنائها ولكن الفرق هنا كان واضحا وصريحا بين شعب تحكمه دولة وحكومة مسئولة وشعب تحكمه عصابة. من يقول ان مصر دولة فقيرة إما مغالط أو جاهل أو متآمر لأن إمكانيات مصر لاتكفي شعبها فقط ولكنها تستطيع ان توفر حياة كريمة لأكثر من شعب وأكثر من دولة. < تستطيع مصر ان تعيش من مورد واحد هو السياحة حيث تجمع بين ربوعها نصف آثار العالم ومعظم تاريخ البشرية ابتداء بالفراعنة وانتهاء بالأنبياء والرسل.. في مصر توجد ذاكرة الدنيا من عهد الإغريق والمسيحية والإسلام إلي عصرنا الحديث.. ومن يسافر إلي ربوع سيناء والصحراء والشواطئ التي تمتد لأكثر من2000 كيلو متر يستطيع ان يدرك حجم الموارد المتاحة امام المصريين.. اسواق عالمية وصناعات وخدمات حول قناة السويس ومدنها الثلاث بورسعيد والإسماعيلية والسويس..وأثار تملأ كل مكان في هذا الوطن.. إن السياحة هي المورد الوحيد الذي يمكن أن يوفر للدولة المصرية انشطة واموالا وأعمالا تبدا في نفس اللحظة.. < في مصر نيل يمكن أن يطعم شعبها ويوفر لها رغيف خبز نظيفا لو تم استخدام مياهه بطريقة سليمة.. أرض مصر تكفيها.. وفي مصر ثروة بشرية في غاية الثراء ويكفي أن60% منها في عمر الشباب, وهذا يؤكد اننا امام مجتمع شاب بكل ما يحمل الشباب من القوة والعنفوان.. وفي مصر عناصر بشرية مميزة علي كل المستويات, ولكن الطالح فيها أفسد الصالح وأطاح بالقدرات والمواهب.. كان الاختياريقع دائماعلي الأسوأ وليس الأفضل ولهذا ترهلت كل الأشياء وشاخت كل القدرات وتحول المجتمع إلي مجموعة من العجزة الذين سيطروا علي كل شئ. < تستطيع مصر ان تكون دائما في المقدمة بحكم تاريخها وشعبها وموقعها وقدراتها في كل شيء ولكنها فرطت في كل ادوارها وتركت مصائرها للعابثين والعملاء, لقد ترك المصريون اقدارهم في أياد لا ترحم.. إن الغرب لا يريد مصرالقوية.. وإسرائيل تريد مصر المنهكة الضعيفة المرتبكة دائما والكثير من أشقائنا سامحهم الله يريدون مصر المريضة حتي يرثوا أدوارها رغم إستحالة ذلك. امام رئيسنا القادم قضايا وهموم كثيرة.. < أمامه منظومة فساد طويلة في البشر والأشياء والسياسات والمؤسسات المتهاوية,ان أخطر ماتعرض له المصريون هي عمليات التجريف البشري التي غيرت تركيبة الإنسان المصري في سلوكياته وأخلاقه وهذه المنظومة تحتاج إلي سياسات جديدة وبرامج وخطط في التعليم والثقافة والإعلام والإدارة تعيد لهذا العقل وعيه وتعيد لهذا الإنسان قدراته. < أمام الرئيس القادم مسؤلية ان يعيد للعمل قدسيته أمام مجتمع تراجعت فيه موازين العدالة وتكافؤ الفرص بين ابنائه فلم يعد من الضروري أن تعمل وان تنجز حتي تكون في المقدمة, ان العلاقات العامة والفهلوة والتحايل والنفاق, كل هذه الصفات أصبحت جواز سفرمضمون للنجاح والتفوق والمطلوب الآن ان نعيد للكفاءة مكانتها وللتميز نصيبه وللجدية أهميتها في سلوكيات الناس.. < امام الرئيس الجديد قضايا اقتصاد منهك ووطن منهوب لأن ميزانية الدولة كانت تشبه النفق المظلم لا أحد يري فيه شيئا, مازالت موارد مصر حتي الآن سرا غامضا أمام الصناديق السرية والأرقام الهاربة والذمم الفاسدة.. لا أحد يعلم شيئا عن مصادر الثروة المصرية الحقيقية.. تقف أزمة الديون في صدارة القائمة حيث تجاوز حجم الدين العام تريليون و300 مليارجنيه وإذا قسمنا هذا الرقم علي85 مليون إنسان فإن كل طفل في مصر الآن عليه15 ألف جنيه ديونا.. وهذا يعني ان العامل البسيط وأسرته التي تتكون من خمسة أشخاص عليه ديون تصل إلي70 ألف جنيه رغم انه لا يملك شيئا.. في تقديري ان رئيس مصر القادم يستطيع ان يلجأ إلي المؤسسات والمحاكم الدولية لإعادة النظر في ديون مصر وان يشرك هذه المؤسسات في حق الدول الدائنة لأنها أقرضت نظاما فاسدا..وإذا اثبتت التحقيقات القضائية امام المحاكم فساد المسئولين عن ادارة شئون الدولة فيجب ان تطرح القضية علي المجتمع الدولي والمؤسسات المالية لأنها شريك في هذا الفساد ومن واجبها ان تتحمل المسئولية في ذلك..من حق مصر ان تطالب المجتمع الدولي بإعادة النظرفي الديون المطلوبة منها لعدم قدرتها علي السداد, ولأن هذه الأموال تسربت إلي جيوب وحسابات حكام فاسدين شاركهم المجتمع الدولي في جرائمهم في نهب ثروات هذا الشعب وتستطيع مؤسسات المجتمع المدني في مصر ان تطرح هذه القضية في المحافل الدولية وتطالب بإسقاط هذه الديون خاصة ان امامنا سلسلة طويلة من الشركات العالمية الشهيرة التي شاركت في جرائم نهب المال العام في مصر سنوات طويلة. < لابد أن يعيد الرئيس القادم للمال العام قدسيته ويضرب بيد من حديد علي كل من يعتدي علي هذه القدسية.. ان ازمة مصر الحقيقية ان المسئولين الكبار خلطوا الأوراق, ولم يفرقوا بين اموالهم الخاصة, والمال العام وهو ملك للشعب..لقد استباحوا كل شيء وتصرفوا في شئون الدولة وكأنها عزب خاصة, حيث لا رقابة ولا حساب, في مصر صناديق خاصة لا أحد يعلم عنها شيئا.. وفيها مصاريف ونفقات سرية خارج الميزانيات وفيها الملايين التي تصرف بلا مستندات والمطلوب ان تكون هناك مراجعة دقيقة للمال العام الذي تسرب إلي حسابات المسئولين دون رقابة. إن إستباحة المال العام لم تكن قاصرة علي كبار المسئولين ولكنها كانت تنتشر مثل الجراثيم في الهرم الإداري للدولة المصرية يتشابه في ذلك وزير يعقد صفقة مع موظف صغير يرتشي في أحد مكاتب الخدمات الجماهيرية. لقد أصبح الإعتداء علي المال العام شبحا استنزف كل المقومات الأخلاقية في أجهزة الإدارة المصرية. < امام رئيسنا القادم مجموعة الغام يمكن أن تنفجر في أية لحظة.. امامه ملايين من الشباب العاطل في الشوارع, ولابد ان يضع برنامجا لاستيعاب هذه الطاقات المعطلة لأن الشاب العاطل يحمل خلفه ألف مشكلة اخري غير البطالة.. وهناك الملايين من أطفال الشوارع الذين تحولوا إلي بلطجية..وهناك الملايين من سكان العشوائيات الذين تحولوا إلي احزمة ناسفة وهؤلاء جميعا يحتاجون إلي دراسة احوالهم لإعادتهم مرة أخري إلي الحياة.. في ظل مجتمع بلا عدالة يصبح من الصعب بل من المستحيل ان يسود الأمن, فلا يوجد امن مع الظلم, وهذه الملايين التي تحملت كل اساليب القمع والجوع والتشرد لن تسكت إلي الأبد, وسوف تطالب بحقوقها في حياة كريمة إن الأمية شبح يطارد الملايين من سكان العشوائيات والأمراض تطارد الناس في غياب رعاية صحية حقيقية. هناك ثلاثية لابد ان يتوقف عندها الرئيس القادم ويواجهها بحزم.. تبدأ بحزب الفقراء أكبر أحزاب مصر ويضم40% من السكان, ثم حزب الأمية ويضم20 مليون مواطن لا يقرأون ولا يكتبون, ثم حزب الإدمان ويضم6 ملايين مدمن تبدأ أعمارهم من عشر سنوات. < لابد ان يدرك الرئيس القادم انه يحمل اسم دولة كبيرة في كل شيء فلا يفرط في حقوق شعبه ولايتنازل امام مؤامرات دنيئة او مطالب غير مشروعه وان يؤكد دائما حرصه علي مصالح هذا الوطن لقد شهدت مصر في السنوات العجاف سياسات خاطئة وتنازلات من كل لون رغم انها كانت دائما قادرة علي ان تفرض هيبتها وتحصل علي حقوقها.. لابد ان تكون هناك علاقات دولية متوازنة تقوم علي الإحترام الكامل لجميع الأطراف.. إن لمصر مصالح كثيرة مع كل دول العالم ويجب الا تتنازل عن دورها..لنا مصالح في عالمنا العربي يجب ألا نفرط فيها.. ولنا حقوق في أفريقيا خاصة دول منابع النيل ولنا علاقات مع دول اوروبا وامريكا وفي كل الحالات لا ينبغي ان تطغي علاقات مع طرف من الأطراف علي مصالحنا مع الآخرين.. كانت لنا علاقات خاصة مع أمريكا وهذا لايمنع من حرصنا علي علاقات قوية مع الصين أو الهند أو روسيا واليابان ودول امريكا اللاتينية..لابد أن نخرج من إطار تاريخي غريب جعلنا نتصور ان الغرب هو أول الدنيا وآخرها رغم ان هناك دولا أخري و شعوبا تتجه الآن إلي صدارة المشهد..يدخل في هذا الإطارعلاقات خاصة مع الدول الإسلامية مثل تركيا وإيران واندونيسيا ونيجيريا وشرق آسيا. لابد ان نخرج من دائرة الاحتكار التاريخي الذي حصر الدور المصري خلال ثلاثين عاما في إسرائيل وأمريكا و الاتحاد الأوروبي رغم ان مصر لم تستفد من هذه العلاقات كما ينبغي.. وعلينا ان ننظر للعالم كله وان نبحث عن مصالح شعب وليس مصالح اشخاص تصوروا أنهم الوطن. < هناك حقيقة مؤكدة ان مصر لن يبنيها إلا أبناؤها وان علينا ان نعيد النظر في قدراتنا المهدرة ومواردنا الضائعة وشعبنا القادر علي أن يصنع المعجزات بعيدا عن أساليب التحايل والتسول التي اعتاد عليها النظام السابق سنوات طويلة. .. ويبقي الشعر الطـقـس هذا العام ينـبـئـني بأن شتـاء أيامي طويل وبأن أحزان الصقيع.. تـطـارد الزمن الجميل وبـأن موج البحر.. ضاق من التـسكـع.. والرحيل والنـورس المكـسور يهفـو.. للشواطيء.. والنـخيل قد تـسـأليـن الآن عن زمني وعنـواني وما لاقـيت في الوطـن البخيل ما عاد لـي زمن.. ولا بيت.. فـكـل شواطيء الأيام في عينـي.. نيل كـل المواسم عشتـها.. قد تـسـألين: وما الدليل؟ جرح علي العينـين أحملـه وساما كلـما عبرت علـي قـلـبـي حكـايا القـهر.. والسفـه الطـويل حب يفيض كـموسم الأمطـار.. شمس لا يفـارقـها الأصيل تـعب يعلــمني.. بأن العدو خـلـف الحلـم.. يحيي النـبض في القـلـب العليل سهر يعلـمني.. بأن الدفء في قمم الجـبال.. ولـيس في السفـح الذليل قد كان أسوأ ما تعـلــمنـاه من زمن النـخاسة.. أن نبيع الحلـم.. بالثـمن الهزيل أدركـت من سفـري.. وتـرحالي.. وفي عمري القليل أن الزهور تـموت.. حين تـطـاول الأعشاب.. أشجار النـخيل أن الخيول تـموت حزنـا.. حين يهرب من حناجرها الصهيل الطـقـس هذا العام ينـبـئـني بأن النـورس المكسور يمضي.. بين أعماق السحاب قد عاش خـلـف الشاطيء المهجور يلـقيه السراب.. إلي السراب والآن جئـت.. وفي يديك زمان خوف.. واغــتـراب أي الشـواطيء في ربوعك.. سوف يحمـلـني ؟ قلاع الأمن.. أم شبح الخراب ؟ أي البلاد سيحـتـويني.. موطن للعشق أم سجن.. وجلاد.. ومأساة اغـتصاب ؟ أي المضاجـع سوف يؤيني ؟ وهل سأنام كالأطـفـال في عينيـك.. أم سأصير حقــا مستباحا.. للـكلاب ؟ أي العصور علي ربوعك سوف أغرس واحة للحب.. أم وطنـا تمزقـه الذئـاب ؟ أي المشاهد سوف أكـتـب في روايـتنـا ؟ طـقـوس الحلم.. أم سيركـا تـطير عـلـي ملاعبـه الرقـاب ؟

الخميس، 17 مايو 2012

فراق الأحبة عمار علي حسن

كيف يمكن لربع قرن أن يضمَر ويصير خمسا وعشرين ثانية فقط؟ لماذا يرتجف جسدك حين تراها كأن السنين لم تمر، وكأنك لا تزال واقفا على عتبتها المبتلة بدموعك؟ حين تهل هى يمامة تمشى على مهل، يتراقص قلبك ويعلو وجيبه، وكأنها تتهادى فوق صفحته الطرية، وتغرس فيها بعض أشواك الرياحين التى تتساقط من يديها. ولماذا حين تهمس لك تنخطف وتتوه ويجرفك طوفان التتيم والوله والسرور؟ حين تجالسها لا تصدق أنك تحيا. يخمد جسدك عاجزا عن تحمل روحك، فتنطلق لتهيم وتمرح، وتشعر أن الدنيا جاءت لتنام فى قبضة يدك، وأن الفراديس قد سكنت عينيك لأنك تملأهما من وجهها الذى يطل على جرحك القديم. لماذا هى؟ هى فقط التى من حقها أن تحتلك، وتضع عن طيب خاطر إرادتك فى منديلها الوردى ثم تقول للناس: أنا السيد المطاع. سيد أنت لأنها تحبك، ومطاع لأنك ترى نفسك هى، وتقول لك هى بامتنان ورضا: أنا أنت. هذه الوحدة المتينة لم يستغرق إنجازها سوى ثوانٍ هى عمر وصول شعاع عينيك إلى عينيها خلسة.. لا أدرى لماذا إذن تتعثر الوحدة بين الأوطان والبلدان، مع أن امرأة نُحبها قد تكون هى السكن والوطن والبلد الذى يفتح ذراعيه للغريب. ألم ترَ وجهها يملأ كل هذا الفراغ الساكن فوق السحاب وأنت تنظر من الطائرة؟ يمرق معك ويمتد ليغطى كل البلاد التى تتعاقب وأنت عائد إلى وجعك وغربتك. وجه بمساحة دول استغرق بناؤها آلاف السنين. ولو أن الطائرة لفت الكرة الأرضية بأسرها، سيكون وجهها هو الكوكب الذى تسكنه آلاف الملايين من البشر، ولا عجب فى هذا، أليست هى كل الناس؟ لماذا هى فقط التى جلست كل هذه السنين تربى الكلام داخل أسوارك الواقفة لتمنع الزمن من أن يسرق الحروف، ثم تنتظر أن تفرج عنها حين تراها ولو مرة عابرة؟ ولماذا حين رأيتها مات الكلام على شفتيك؟ وحين صارعت عجزك وتكلمت بدت الحروف المعتقة باهتة ضحلة خفيفة لا تعبر أبدا عن كل ما راودك فى أحلام اليقظة، وكل ما عبر خاطرك فى يقظة الأحلام، وكل التهاويم التى ارتسمت فى رأسك وأنت بين النوم والصحو، وبين اليأس والرجاء. إنها آلاف الأسئلة التى غزت نفسك وراحت تنهشها بلا رحمة، وأنت واقف أمامها كشجرة عجوز ترفع كفيها للعاصفة، لتنادى يمامة ترفرف هناك فى البعيد الأزرق محاولة أن تحط بلا جدوى على تراب يطمر قدميك المتأهبتين للرحيل.

نفخ الروح في الجنين وتفسيره

بسم الله الرحمن الرحيم الحديث الأول رواه البخاري ومسلم من حديث ابن مسعود رضي الله عنه ، وفيه : حدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو الصادق المصدوق : إن أحدكم يجمع خلقه في بطن أمه أربعين يوما ، ثم يكون في ذلك علقة مثل ذلك ، ثم يكون في ذلك مضغة مثل ذلك ، ثم يُرسل الْمَلَك فينفخ فيه الروح ، ويؤمر بأربع كلمات : بِكَتْب رِزقه وأجله وعمله وشقي أو سعيد . الحديث . والحديث الثاني رواه مسلم من حديث حذيفة بن أسيد الغفاري أنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم بأذني هاتين يقول : إن النطفة تقع في الرحم أربعين ليلة ، ثم يَتَسَوَّر عليها الملك ، فيقول : يا رب أذكر أو أنثى ؟ فيجعله الله ذكرا أو أنثى ، ثم يقول : يا رب أسويٌّ أو غيرُ سويّ ؟ ، فيجعله الله سويا أو غير َسويّ ، ثم يقول : يا رب ما رزقه ؟ ما أجله ؟ ما خلقه ؟ ثم يجعله الله شقيا أو سعيدا . وفي رواية له : أن ملكا مُوكّلا بالرَّحِم . وفي رواية له : ثم يتسوّر عليها الملك - قال زهير : حسبته قال - : الذي يخلقها . ولا تعارُض بين الحديثين ، فالحديث الأول ذُكِر فيه نَفْخ الروح بعد ( 120 ) يوما ، وهي أربعة أشهر ، والحديث الثاني ليس فيه ذِكر لِنفخ الروح . والعلماء مُتَّفِقُون على أن نَفْخ الروح لا يكون إلاّ بعد مُضيّ أربعة أشهر ، وإن كانوا اختلفوا هل يكون في أول الأربعين الرابعة من استقرار النطفة ، أو يكون بعد نهاية الأربعين الرابعة ؟ قال القرطبي في تفسيره عن حديث ابن مسعود : فهذا الحديث مُفَسِّر للأحاديث الأُوَل ، فإن فيه : " يُجْمَع خَلْق أحدكم في بطن أمه أربعين يوما نطفة ، ثم أربعين يوما علقة ، ثم أربعين يوما مضغة ، ثم يُبعث الملك فينفخ فيه الروح " ، فهذه أربعة أشهر ، وفي العشر يَنفخ الْمَلَك الروح ، وهذه عِدّة المتوفَّى عنها زوجها ، كما قال ابن عباس . اهـ . وقال ابن رجب في " جامع العلوم والحكم " عن حديث ابن مسعود : فهذا الحديث يدلُّ على أنَّه يَتَقَلّب في مئة وعشرين يوما ، في ثلاثة أطوار ، في كلّ أربعين منها يكون في طَوْرٍ ، فيكون في الأربعين الأولى نطفةً ، ثم في الأربعين الثانية علقةً ، ثم في الأربعين الثالثة مضغةً ، ثم بعد المائة وعشرين يوما يَنْفُخ المَلَكُ فيهِ الرُّوحَ ، ويَكتب له هذه الأربع كلمات . اهـ . وحديث حُذيفة بن أسيد رضي الله عنه فيه الْخَبَر عن الْمَلَك الذي وُكِّل بِخَلْق النطفة ، ونقلها من مرحلة إلى مرحلة ، ومِن طور إلى طور . قال النووي : قَالَ الْعُلَمَاء : طَرِيق الْجَمْع بَيْن هَذِهِ الرِّوَايَات ؛ أَنَّ لِلْمَلَكِ مُلازَمَة وَمُرَاعَاة لِحَالِ النُّطْفَة ، وَأَنَّهُ يَقُول : يَا رَبّ هَذِهِ عَلَقَة ، هَذِهِ مُضْغَة ، فِي أَوْقَاتهَا . فَكُلّ وَقْت يَقُول فِيهِ مَا صَارَتْ إِلَيْهِ بِأَمْرِ اللَّه تَعَالَى ، وَهُوَ أَعْلَم سُبْحَانه ، وَلِكَلامِ الْمَلَك وَتَصَرُّفه أَوْقَات : أَحَدهَا : حِين يَخْلُقهَا اللَّه تَعَالَى نُطْفَة ، ثُمَّ يَنْقُلهَا عَلَقَة ، وَهُوَ أَوَّل عِلْم الْمَلَك بِأَنَّهُ وَلَد ؛ لأَنَّهُ لَيْسَ كُلّ نُطْفَة تَصِير وَلَدًا ، وَذَلِكَ عَقِب الأَرْبَعِينَ الأُولَى ، وَحِينَئِذٍ يَكْتُب رِزْقه وَأَجَله وَعَمَله وَشَقَاوَته أَوْ سَعَادَته ، ثُمَّ لِلْمَلَكِ فِيهِ تَصَرُّف آخَر فِي وَقْت آخَر ، وَهُوَ تَصْوِيره وَخَلْق سَمْعه وَبَصَره وَجِلْده وَعَظْمه ، وَكَوْنه ذَكَرًا أَمْ أُنْثَى ، وَذَلِكَ إِنَّمَا يَكُون فِي الأَرْبَعِينَ الثَّالِثَة ، وَهِيَ مُدَّة الْمُضْغَة ، وَقَبْل اِنْقِضَاء هَذِهِ الأَرْبَعِينَ ، وَقَبْل نَفْخ الرُّوح فِيهِ ؛ لأَنَّ نَفْخ الرُّوح لا يَكُون إِلاَّ بَعْد تَمَام صُورَته . وَاتَّفَقَ الْعُلَمَاء عَلَى أَنَّ نَفْخ الرُّوح لا يَكُون إِلا بَعْد أَرْبَعَة أَشْهُر . اهـ . وقال ابن القيم : ففي حديث ابن مسعود أن هذا التقدير يَقع بعد مائة وعشرين يوما من حصول النطفة في الرحم ، وحديث أنس غير مؤقّت ، وأما حديث حذيفة بن أسيد فقد وُقَّت فيه التقدير بأربعين يوما ، وفي لفظ : بأربعين ليلة ، وفي لفظ : ثنتين وأربعين ليلة ، وفي لفظ : بثلاث وأربعين ليلة ، وهو حديث تفرد به مسلم ولم يروه البخاري ، وكثير من الناس يظن التعارض بين الحديثين ، ولا تعارض بينهما بحمد الله ، وأن الْمَلَك الْمُوَكَّل بالنطفة يَكتب ما يُقَدِّره الله سبحانه على رأس الأربعين الأولى ، حتى يأخذ في الطور الثاني ، وهو العلقة ، وأما الملك الذي ينفخ فيه فإنما ينفخها بعد الأربعين الثالثة ، فيؤمر عند نَفْخ الروح فيه بكتب رزقه وأجله وعمله وشقاوته وسعادته ، وهذا تقدير آخر غير التقدير الذي كتبه الملك الموكَّل بالنطفة ولهذا قال في حديث ابن مسعود : "ثم يُرسل إليه الملك فيؤمر بأربع كلمات " ، وأما الملك الموكَّل بالنطفة ، فَذاك رَاتِب مَعها يَنْقُلها بإذن الله من حال إلى حال ، فَيُقَدِّر الله سبحانه شأن النطفة حتى تأخذ في مبدأ التخليق ، وهو العَلَق ، ويُقَدِّر شأن الروح حين تتعلق بالجسد بعد مائة وعشرين يوما ، فهو تقدير بعد تقدير ، فاتَّفَقَت أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم وصَدَّق بعضها بعضا . اهـ . وتصوير الجنين وتخليقه شيء ، ونَفْخ الروح فيه شيء آخر ، فالتَّخْلِيق مُتقدِّم على نفخ الروح . قال ابن حجر : وَقَدْ نَقَلَ الْفَاضِل عَلِيّ بْن الْمُهَذَّب الْحَمَوِيّ الطَّبِيب اِتِّفَاق الأَطِبَّاء عَلَى أَنَّ خَلْق الْجَنِين فِي الرَّحِم يَكُون فِي نَحْو الأَرْبَعِينَ ، وَفِيهَا تَتَمَيَّزُ أَعْضَاء الذَّكَر دُون الأُنْثَى لِحَرَارَةِ مِزَاجِهِ وَقُوَاهُ وَأَعْبَد إِلَى قِوَام الْمَنِيّ الَّذِي تَتَكَوَّن أَعْضَاؤُهُ مِنْهُ وَنُضْجه ؛ فَيَكُون أَقْبَلَ لِلشَّكْلِ وَالتَّصْوِير . اهـ . ووجود النبض أو الحركة لا يعني نَفْخ الروح في الجنين ؛ لأن تعلّق الروح بالجنين في هذه المرحلة تعلّق من نوع خاص ، كما ذَكَر ابن القيم ، هذا من جهة . ومن جهة ثانية فإن الحركة منها ما هي حركة طبيعية ، مثل حركة المعدة عند هضم الطعام . ولتقريب الصورة فإن النائم تخرج روحه خروجًا دون الخروج الْكُلِّي ، وهو مع ذلك يتنفّس ويتحرّك . قال تعالى : (اللَّهُ يَتَوَفَّى الأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضَى عَلَيْهَا الْمَوْتَ وَيُرْسِلُ الأُخْرَى إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى) . وقال عليه الصلاة والسلام : النَّوم أخُو الْمَوت . رواه الطبراني في الأوسط والبيهقي في الشُّعَب . وقال الهيثمي في المجمَع : رواه الطبراني في الأوسط والبزار ، ورجال البزار رجال الصحيح . وصححه الألباني . قال ابن عبد البر : ذَكَر أبو إسحاق محمد بن القاسم بن شعبان أن عبد الرحمن بن القاسم بن خالد - صاحب مالك - قال : النفس جَسد مُجَسَّد كَخَلْق الإنسان ، والروح كالماء الجاري ، قال : واحتج بقول الله عز وجل : (اللَّهُ يَتَوَفَّى الأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا) . وقال : ألا ترى أن النائم قد توفَّى الله نفسه وروحٌ صاعد ونازل ، وأنفاسه قيام ، والنفس تَسرح في كل وادٍ ، وترى ما تراه من الرؤيا ، فإذا أذِن الله في رَدّها إلى الجسد عادت واستيقظ بعودتها جميع أعضاء الجسد والبصر وغيرهما من الأعضاء . اهـ . فكذلك الجنين قبل نفخ الروح فيه ، يجوز أن يكون له حركة وله نبض ، من غير أن تُنفخ فيه الروح . ولا يُؤخذ بِكلام بعض الأطباء وإهدار كلام علماء الأمة ، وفهمهم لِحديث النبي صلى الله عليه وسلم ، الذي جاء فيه نفخ الروح بعد مائة وعشرين يوما .

الثلاثاء، 15 مايو 2012

مساعد وزير الداخلية لقطاع السجون ينفى انتحار جمال مبارك

نفى مساعد وزير الداخلية لقطاع مصلحة السجون اللواء محمد نجيب حسن جميل ما تردد من شائعات عن انتحار جمال مبارك نجل الرئيس السابق داخل محبسه بسجن ملحق المزرعة بطره جنوب القاهرة. وقال اللواء نجيب الثلاثاء إن الشائعة ليس لها أى أساس من الصحة لافتا إلي أن جمال كان قد استقبل زيارة من كل والدته سوزان ثابت قرينة الرئيس السابق وزوجته خديجة الجمال ووالدها رجل الأعمال الشهير محمود الجمال وزوجته. وكانت أنباء قد ترددت على مواقع اخبارية على شبكة الانترنت منقولة عن مواقع التواصل الاجتماعى (فيس بوك وتويتر) بانتحار جمال مبارك داخل محبسه بسجن ملحق مرزعة طره بعد أن ساءت حالته النفسية خاصة مع اقتراب النطق بالحكم فى القضية المتهم فيها وشقيقه علاء ووالدهما ووزير الداخلية الأسبق حبيب العادلى و6 من مساعديه والخاصة بقتل المتظاهرين خلال ثورة 25 يناير والتربح واستغلال النفوذ.

الأحد، 13 مايو 2012

أصداء اول مناظرة تلفزيونية في انتخابات الرئاسة المصرية

تباينت ردود أفعال المهنيين والسياسيين والمواطنين المصريين حول أول مناظرة تليفزيونية في تاريخ مصر والعالم العربي بين مرشحين رئاسيين، فمنهم من رأها "غير مسبوقة ولكنها انتقائية" ومنها من أكد على افتقارها إلى ضوابط ومعايير إعلامية واجبة في مثل هذه المناظرات. بينما لم تزل الحيرة عند رجل الشارع المصري الذي لم يعتد على مشاهدة مناظرة تلفزيونية والذي لم يتمكن من حسم موقفه بين ضيفي المناظرة عمرو موسى و عبدالمنعم أبوالفتوح بعد ان ظلت حججهما في النقاش متقاربة ولم يوجه أي منهما "ضربة قاضية" للأخر. ولعل هذه التجربة أتاحت أيضا أمام خبراء العلوم السياسية والإعلامية والاجتماعية الفرصة لنقد وتحليل الجوانب المختلفة للمناظرة بشيء أكثر عمقا. يقول محمد شومان عميد المعهد الدولي للإعلام بالقاهرة إن هذه المناظرة أحدثت صدى واسعا في مصر والعالم العربي كحدث غير مسبوق، لكنه يرى أنها افتقدت للعديد من الضوابط والمعايير المعمول بها في المناظرات الرئاسية، وبالتالي كان هناك اهتمام كبير بالترويج الإعلامي وبالشكل على حساب الآليات والمضمون. ويضيف شومان أن أية مناظرة يعقبها في الغالب استطلاع للراي العام لمعرفة مدى التغير في شعبية المرشحين المتناظرين، وهذا لم يحدث لأننا كنا فقط أمام مشاعر عامة تقيس اتجاهات مسبقة، ولم يتحقق الهدف من المناظرة والذي يعتمد في جوهره على مساعدة المترددين من الجمهور في حسم أصوات. غياب المعايير ويرى شومان أن المناظرة افتقدت أيضا لمعايير الحياد، ولم تحقق العدالة بين كل المرشحين لأننا لم نعرف مسبقا على أي أساس تم اختيار عبد المنعم أبو الفتوح وعمرو موسى بالتحديد لهذه المناظرة الأولى من نوعها، وكان من المفترض، بحسب شومان، أن تجمع المناظرة بين بقية المرشحين في لقاء واحد، أو على الأقل أن تستضيف المرشحين الذين حصلوا على نسبة محددة في ثلاثة استطلاعات للرأي العام على الأقل. وأشار شومان إلى أنه لا يثق كثيرا في نتائج استطلاعات الرأي في مصر نظرا لحداثتها وعدم وجود تقاليد تحكم العمل المهني في هذا المجال، وقال أننا لذلك نلحظ التفاوت والتناقض الغريب في نتائج العديد من استطلاعات الرأي المنتشرة في وسائل الإعلام المحلية. والمتفق عليه عالميا، كما يقول شومان، أن تكون المناظرة في حضور جمهور كبير بمشاركة الإعلاميين والطلبة، وأن الجمهور هو الذي يشارك بالنصيب الأكبر في طرح الأسئلة، وهو ما لم يحدث في المناظرة الرئاسية الأولى في مصر والتي تمت دون جمهور. الأمر الآخر الذي يراه شومان هو أنه لا توجد هناك مناظرات في العالم تستمر لأكثر من أربع ساعات، ويرى أن هذه علامة قلق وخطر لأنها استباحت حق الجمهور من جانب الإعلانات والدعاية من جهة، وأثقلت عليه من جهة أخرى ليواصل مشاهدة المناظرة بالكامل. شركات الدعاية والإعلام الخاص ويرى شومان أن هناك مشكلة أخرى، وهي أن شركات الدعاية والإعلان التي روجت للمناظرة بشكل كبير، وكذلك القنوات التلفزيونية الخاصة هي التي أدارت المناظرة وخاصة فيما يتعلق بتوقيت عرضها، وتحديد الأسئلة المطروحة فيها، وتحديد المدة الزمنية لها، وكذلك المرشحين المشاركين فيها. ويؤكد أيضا أنه كان يفترض أن تكون هناك جهة محايدة تتولى إدارة المناظرات الرئاسية، فمثلا في الولايات المتحدة تسند إدارة المناظرات لهئية مستقلة تضم عددا من أنصار الحزب الجمهوري والحزب الديموقراطي، وتدار المناظرات وفقا لمعايير موضوعية محددة، حيث تجرى المناظرة عادة بين الحاصلين على 15 في المئة من الأصوات في خمسة استطلاعات للرأي العام. ويعتقد أنه كان الأولى أن يقوم بذلك التلفزيون المصري حتى يصل هذا اللقاء المهم لكل بيت مصري، أو أن تقوم به جهة محايدة تضع جدولا لاستضافة عدد أكبر من المرشحين وفقا لمعايير محددة مسبقا. ويقول سعيد صادق أستاذ علم الاجتماع السياسي بالجامعة الأمريكية بالقاهرة إن هناك تحالفا بالفعل بين رأس المال والإعلام من جهة والسلطة من جهة أخرى لكن السؤال هو: إلى أي مدى يمكن أن يؤثر ذلك في الرأي العام لدرجة تغيير القناعات لدى جمهور الناخبين؟ ويعتقد أن المناظرة ربما تكون قد حققت مكسبا لمرشحين آخرين استفادوا من غيابهم عن مثل هذه المواجهة القوية بين اثنين من المرشحين المتنافسين. يشار إلى أن قناتي أون تي في ودريم المملوكتين لرجلي الأعمال نجيب ساويرس وأحمد بهجت اشتركتا في انتاج هذه المناظرة برعاية جريدتي المصري اليوم والشروق. وكان ساويرس قد أعرب في تصريح له قبل المناظرة عن دعمه لموسى وتمنى له التوفيق على أبو الفتوح. ويقول صادق إن المجتمع المصري تغير كثيرا، وأصبح من الصعب أن يكون هناك الرئيس المقدس، بل أصبح الرئيس موظفا يسعى لإرضاء الشعب، وأصبح هناك إعلام قوى ورأي عام مؤثر وجمهور يتابع عن قرب ويستطيع أن يحكم على أداء الرئيس بل ويحاسبه على هذا الأداء. بينما يرى سعد الدين إبراهيم، مدير مركز ابن خلدون للدراسات السياسية والاجتماعية أن التحالف الإعلامي الذي تم بين قناتي دريم، وأون تي في، وجريدتي المصري اليوم والشروق، كان سابقة ايجابية لها مدلول مهم على أنه حينما يكون هناك حدث قومي كبير تأخذ وسائل الإعلام منهج التعاون أكثر من منهج التنافس. ويضيف أن قضية تزاوج رأس المال والسلطة موجود حتى في الغرب وفي أمريكا لكن المهم هو أن يخضع ذلك للرقابة وأن يتم تقيمه بشكل دوري، كما ذكر ابراهيم أن حصيلة الاعلانات التي سبقت وصاحبت الترويج للمناظرة بلغت نحو 45 مليون جنيه مصري، ولكنه يرى أن الظاهرة في مجملها ايجابية وينبغي تشجيعها والاستفادة منها. المجتمع المصري تغير ويقول صادق إنه لأول مرة في مصر تنزع صورة القداسة عن الرئيس المصري، وأن يكون هناك العديد من المرشحين الذي يتنافسون على اثبات أيهم سيخدم الشعب ويلبي طموحاته ويرتقي بالوطن. ويرى صادق أن الأثر العام لمثل تلك المناظرات هو إعطاء المواطنيين المصريين وجبة سياسية دسمة وتوعية سياسية هامة لأن الترويج الإعلامي السابق كان كبيرا وبدت المناظرة وكأنها مباراة كرة قدم مرتقبة. ويقول أن كان كل مرشح حاول كسب المزيد من المؤيدين وخاصة من الفئات التي لم تكن قد قررت من ستختار رئيسا للبلاد. ويضيف أيضا إن من سلبيات المناظرة أن الطرفين حاولا التعرض لمواقف سابقة للآخر، وبدا المشهد حادا وظهرت بعض الانفعالات وخاصة من عمرو موسى حينما حاول كل طرف أن يدافع عن مواقفه ويهاجم مواقف المرشح المنافس. تجربة وليدة ويقول د. سعد الدين ابراهيم إن عشرات الملايين من المشاهدين حرصوا على متابعة هذه المناظرة التي تحدث للمرة الأولى في تاريخ مصر. كما يرى أن المناظرة كانت ايجابية جدا وأنه كان سعيدا بقيام مقدمي البرنامج بتوضيح المعايير التي اعتمد عليها فريق العمل في اختيار المرشحين. ويضيف ابراهيم أن الاهتمام بالسياسة في السابق كان محدودا جدا، وربما لم يتجاوز 5 في المئة من الشعب المصري، ولكن المناظرة استطاعت أن تجتذب عشرات الملايين من المشاهدين، وأن معدي البرنامج عرضوا لقطات لأول مناظرة تمت في أمريكا عام 1960 بين جون كينيدي وريتشارد نيكسون، وكانت هذه إشارة تربط المشاهد المصري بالدائرة العالمية الأوسع، وأن ما يحدث في مصر له جذور في أماكن أخرى وأن ذلك كسر حدة العداء تجاة الجانب الأمريكي. ويرى صادق أن من ايجابيات هذه المناظرة أن الإعلام لعب دورا كبيرا للترويج المسبق لها مما أتاح للمواطن العادي الذي ربما لم تكن لديه فرصة لمتابعة برامج المرشحين أو التعرف عليهم أن يعمق معرفته بهم عن قرب. ألمح ابراهيم إلى أن هناك استفادة من التاريخ السياسي الأمريكي رغم ما قد يبديه البعض من عداء أو شكوك تجاه الولايات المتحدة. ويرى إبراهيم أن الديموقراطية شأنها شأن السوق السياسي الذي يقام في مثل هذه الانتخابات وأن الجمهور تتاح له الفرصة للاختيار وكذلك لتقيم اختياره فيما بعد.

الخميس، 10 مايو 2012

38 مليون جنيه لعلاج رجل أعمال من "مس شيطانى"

وهم "المس الشيطانى"، كان وسيلة اثنان من النصابين، أحدهما اريترية الجنسية، للاستيلاء على 38 مليون جنيه من أحد رجال الأعمال، بعد إيهامه بأنه يعانى من "مس شيطانى"، حتى أنهما لم يكتفيا بتلك المبالغ الطائلة التى حصلا عليها من رجل الأعمال أحمد .م 61 سنه، لكنهما عادا إليه مجددا، لمحاولة إقناعه من خلال المتهمة الثانية خديجة سليم الكردى 42 سنة أرترية الجنسية، بتسخير الجن له مقابل 500 ألف جنيه ليتمكن من إحضار كميات من الذهب. وحين امتنع رجل الأعمال عن دفع المبلغ، قام المتهم الأول أشرف فرحات عباس 51 سنة، زوج المتهمة الثانية، بتهديده باختطاف حفيده، وإحراق منزله، فأسرع المجنى عليه إلى المقدم شادى وسام رئيس مباحث مصر الجديدة، وحرر محضراً بالواقعة، وأقر المجنى عليه أنه تعرف على المتهمين منذ شهرين بعدما باع لهما سيارة ملاكى، وتمكن المتهمان من إيهامه بأنه يعانى من "مس شيطانى"، ولا بد من علاجه قبل أن يقتله "مردة الجن". وأضاف المجنى عليه أمام اللواء أسامة الصغير مدير الإدارة العامة للمباحث الجنائية: أنه بعد مرور أيام عاد إليه المتهمان وهدداه بخطف حفيده إذا امتنع عن إعطائهما مبلغ 500 ألف جنيه لمساعدته فى تسخير الجان حتى يتمكن من إحضار كميات كبيرة من الذهب يقومون بتوزيعها عليهم بالتساوى. وتمكنت المباحث من القبض على المتهمين بعد أن نجح المجنى عليه فى استدراجهما عن طريق الهاتف، وأبلغهما موافقته على منحهما المبلغ، وألقت المباحث القبض عليهما، وأحالتهما إلى اللواء محسن مراد مساعد أول وزير الداخلية لأمن القاهرة.

الوصايا العشر لإدارة ضغوط الحياة

(1) نظم نفسك:تحكم بشكل أفضل فى الطريقة التى تبذل من خلالها وقتك وطاقتك وبذا تتعامل مع الضغط بشكل أكثر فاعلية. (2) تحكم فى البيئة من خلال التحكم فى من وماذا يحيط بك:وبهذه الطريقة تستطيع إما أن تتخلص من الضغط أو أن تحصل على الدعم لنفسك. (3) حب نفسك بأن تعطى لها مردوداً إيجابياً:تذكر أنك إنسان فريد تفعل أقصى ما فى استطاعتك. (4) كافئ نفسك بتخطيط أنشطة ترفيهية ضمن حياتك:حقاً إنه من المفيد أن تتطلع لشئ ما. (5) مرن جسمك حيث إن صحتك وإنتاجيتك تعتمد على قدرة جسمك على ضخ الأكسجين والطعام إلى خلاياه: ذلك مرن قلبك ورئتيك بانتظام على الأقل ثلاثة أيام أسبوعياً لمدة 15 – 30 دقيقة وهذا يشمل أنشطة مثل المشى والجرى وركوب الدراجة والسباحة والإيروبكس... إلخ. (6) استرخ بالابتعاد بعقلك عن الضغط والتركيز على النفس والأفكار الإيجابية الأحلام تفيد مع التأمل والاسترخاء الانتقائى، والتمرين، والاستمتاع إلى الموسيقى الهادئة والتواصل مع الأصدقاء والمحبوبين... إلخ. (7) أرح نفسك بشكل منتظم قدر الإمكان نم من 7 إلى 8 ساعات فى الليلة. خذ راحة من المذاكرة أو العمل، ثم قدراً معيناً تستطيع أن تستوعبه فى وقت معين، وثمة قاعدة سهلة: خذ استراحة 10 دقائق كل ساعة، ارح عينيك وكذلك عقلك. (8) كن على وعى بنفسك:كن على وعى بعلامات الضغط الزائد مثل: الأرق والصداع والقلق واضطرابات المعدة، وفقد التركيز، ونزلات البرد والزكام، والإجهاد المتزايد... إلخ، تذكر أنه ما سبق قد يكون علامات لاضطرابات أكثر خطورة محكمة مثل: الفرح، ارتفاع ضغط الدم، وأمراض القلب. (9) غذِ نفسك ولا تسمم جسمك:تناول طعاماً متوازناً، تجنب الطعام ذا السعرات الحرارية العالية المرتفعة فى الدهنيات والسكريات، لا تعتمد على العقاقير أو الكحوليات أو كليهما، وسوف يجعلك الكافيين مستيقظاً، ولكنه أيضاً سيجعل من الصعوبة أن يركز المرء، تذكر أن عشرين دقيقة مشياً قد ثبت أنها مهدئ أفضل من العقاقير الموصوفة. (10) تمتع بنفسك:لقد اتضح أن الناس السعداء يعيشون لفترة أطول، ويعانون مشاكل جسمية أقل، وأكثر إنتاجية، ابحث عن الفكاهة فى الحياة عندما لا يكون للأشياء معنى، تذكر أنك كائن متميز جداً وتستحق فقط أفضل معاملة لنفسك.