الأحد، 1 مايو 2011

خطاب الرئيس السادات فى الكنيست الإسرائيلى 20 نوفمبر977 1

           رابعا : تلتزم كل دول المنطقة بإداره العلاقات فيما  بينها طبقا لأهداف ومبادىء ميثاق الأمم المتحدة , وبصفه خاصه عدم
           الالتجاء الى القوة .. وحل الخلافات بينهم بالوسائل السلمية .
           خامسا : انهاء حاله الحرب القائمه فى المنطقة .
 
أيها السيدات والسادة .
إن السلام ليس توقيعا على سطور مكتوبة , إنه كتابة جديدة للتاريخ .
إن السلام ليس مباراة  فى المناداة به للدفاع عن أيه شهوات او لستر أيه اطماع , فالسلام فى جوهره نضال جبار ضد كل الأطماع والشهوات .
ولعل تجارب التاريخ القديم والحديث تعلمنا جميعا , أن الصواريخ والبوارج والأسلحة النووية لايمكن أن تقيم الأمن ولكنها على العكس تحطم كل ما يبنيه الأمن .
وعلينا .
من أجل شعوبنا .
من أجل حضارة صنعها الإنسان فى كل مكان .. من سلطان قوة السلاح .
علينا أن نعلى سلطان الإنسانية بكل قوة القيم والمبادىء التى تعلى مكانة الإنسان . وإذا سمحتم لى أن أتوجه بندائى من هذا المنبر الى شعب إسرائيل فأننى اتوجه بالكلمه الصادقة الخالصة الى كل رجل وامرأة وطفل فى إسرائيل .. أننى أحمل إليكم من شعب مصر الذى يبارك هذة الرساله المقدسة من أجل السلام . أحمل إليكم رسالة السلام رساله شعب مصر الذى لا يعرف التعصب , والذى يعيش ابنأؤه من مسلمين ومسيحين ويهود بروح المودة والحب والتسامح .
هذة هى مصر التى حملنى شعبها أمانة الرسالة المقدسة .. رسالة الأمن والأمان والسلام .
فيا كل رجل وإمرأة وطفل فى إسرائيل شجعوا قيادتكم على نضال السلام , ولتتجه الجهود الى بناء صرح شامخ للسلام , بدلا من بناء القلاع والمخابىء المحصنة بصواريخ الدمار .
قدموا للعالم كله , صورة الإنسان الجديد , فى هذه المنطقه من العالم , لكى يكون قدوة لإنسان العصر .. إنسان السلام فى كل موقع ومكان .
بشروا ابناءكم .. أن ما مضى , هو آخر الحروب ونهاية الالام إن ما هو قادم هو البداية الجديدة , للحياة الجديدة حياة الحب و الخير والحريه والسلام
ويا أيتها الأم الثكلى .
ويا أيتها الزوجه المترملة .
ويا أيها الأبن الذى فقد الأخ و الأب .
يا كل ضحايا الحروب .
املأوا الصدور والقلوب , بآمال السلام .. اجعلوا الانشودة حقيقة تعيش وتثمر .. اجعلوا الأمل دستور عمل ونضال .. وأرادة الشعوب هى من إرادة الله ..
أيها السيدات والسادة .
قبل أن اصل الى هذا المكان , توجهت بكل نبضة فى قلبى , وبكل خلجة فى ضميرى , إلى الله سبحانه وتعالى , وانا اؤدى صلاة العيد فى المسجد الأقصى وأنا أزور كنيسة القيامة توجهت الى الله سبحانه وتعالى بالدعاء ان يلهمنى القوة : وأن يؤكد يقين إيمانى بأن تحقق هذه الزيارة اهدافها التى ارجوها من أجل حاضر سعيد , ومستقبل أكثر سعادة .
لقد أخترت أن اخرج على كل السوابق والتقاليد التى عرفتها الدول المتحاربة , ورغم أن إحتلال الأرض العربية لازال قائما , بل كان إعلانى عن إستعدادى للحضور إلى إسرائيل مفاجأءة كبرى هزت كثير من المشاعر , وأذهلت كثير من العقول , بل شككت فى نواياها بعض الاراء , برغم كل ذلك فإننى استلهمت القرار بكل صفاء الإيمان وطهارته وبكل التعبير الصادق عن إرادة شعبى ونواياه واخترت هذا الطريق الصعب , بل أنه فى نظر الكثيرين أصعب طريق .
اخترت أن أحضر اليكم .. بالقلب المفتوح والفكر المفتوح .
اخترت أن أعطى هذه الدفعة لكل الجهود العالميه المبذولة من أجل السلام .. واخترت أن أقدم لكم – وفى بيتكم – الحقائق المجردة عن الأغراض والأهواء . لا لكى أناور .
ولا لكى أسب جولة , أخطر الجولات والمعارك فى التاريخ المعاصر . معركة السلام العادل والدائم .
إنها ليست معركتى فقط , ولا هى معركة القيادات فقط , فى إسرائيل . ولكنها معركة كل مواطن على ارضنا جميعا , من حقه أ، يعيش فى سلام .. إنها التزام الضمير و المسئولية فى قلوب الملايين .
ولقد تساءل الكثيرون , عندما طرحت هذه المبادرة عن تصورى لما يمكن إنجازه فى هذه الزيارة وتوقعاتى منها .
وكما اجبت السائلين , فإننى اعلن امامكم اننى لم افكر فى القيام بهذه المبادرة من منطلق ما يمكن تحقيقه أثناء الزيارة وإنما جئت هنا لكى أبلغ رسالة ألا هل بلغت اللهم فأشهد .
اللهم أننى اردد مع زكريا قوله " احبوا الحق و السلام " .
وآستلهم آيات الله العزيز الحكيم حين قال : " قل آمنا بالله وما أنزل علينا وما أنزل على إبراهيم و إسماعيل و إسحق ويعقوب و الأسباط وما أوتى موسى وعيسى والنبيون من ربهم , لا نفرق بين أحد منهم , ونحن له مسلمون " .
 
                                                                             " صدق الله العظيم "
 
والسلام عليكم .

هناك تعليق واحد:

  1. في رحله البحث عن الذات لن تتكرر يا سيادت الرئيس الراحل محمد انور السادات

    ردحذف