الجمعة، 27 مايو 2011

كارثة..............كتبها احمد ياسر

بى أحد أصدقائى تمام الساعة الواحدة بعد بمنتصف الليل ، قال لى وصوته منتحب " الحقنى يا احمد تعالى بسرعة مصيبة كارثة ... "، وانقطع الخط ، هرولت إلى منزله لاطمئن عليه ، طرقت الباب ففتحت لى أمه ، وحاولت أن ألمح فى عيناها أى هدوء يطمئننى ، فزادتنى عيناها قلق عليه ، وطلبت منى أن أسرع بالدخول إلى صديقى فحالته صعبة ولم يأكل منذ ثلاثة أيام .
حاولت أن أتوقع ماذا حدث له ( كما تحاول أنت الآن عزيزى القارئ ) ، ولكن باءت محاولاتى بالفشل ، وحين دخلت غرفته ، وجدت ما جعلنى أزداد قلقاً عليه ، فقد وجدته يبكى بكاءاً مريراً ، فسألته : ماذا حدث ، أخبرنى ؟ فقال لى والدموع تنهمر " ألم تسمع عن قرار الدكتور سامى الشريف ( رئيس الإذاعة والتلفزيون ) ؟ " ، فطلبت منه أن يخبرنى بالقرار ، فأخبرنى ، وياليته لم يخبرنى ، " فقد أصدر الدكتور سامى الشريف قرارا بحذف كل مشاهد القبلات والأحضان وأى مشاهد حميمية من الأفلام العربية والأجنبية القديمة والحديثة " .
بصرف النظر عن أن هذا يعنى أن الأفلام المصرية التى ستعرض لن تزيد مدتها الزمنية عن 31 دقيقة ، حيث ان المشاهد المحذوفة كانت محور الأحداث في كل الافلام وخصوصا أفلام خالد يوسف ( طبعا فيها قضية مهمة ) ، لكنى لا أرى مبررا لوجود فيلما يمارس البطل فيه الجنس اربع مرات فى نفس الفيلم ، وأتسائل عن اذا كان هناك مغزى لذلك أم أنه مجرد دعاية وإعلان لأحد أنواع الفياجرا ، أم أن هانى سلامة يحاول إقناعنا أنه حفيد الإله " إريك " إله المسخرة والجنس عند الفراعنة .
عودة إلى صديقى الحزين الذى لا يتخيل الحياة بدون رؤية غادة عبد الرازق فى علاقة حميمية يوميا ، ظل يبكى وهو يذكرنى بمشاهد مهمة فى الثورة الثقافية المصرية الحديثة ، وقال لى متأثرا : هل الحكومة تريد حتى أن تحرمنا من العادة العلنية التى لا نملك غيرها ؟ ، حاولت أن أؤكد له أن هذا تطبيقا لمبدأ العدالة الاجتماعية الذى يعيد هانى سلامة وزملاؤه إلى عادات لم يفعلوها منذ بدأوا مشوارهم الفنى ، ولكنه لم يقتنع .
أنا لا أتعارض مع قرار الدكتور سامى أبدا ( ربنا يخلي النت ) ، لكنى أتعارض دائما مع سياسة المنع بدلا من الحل ، أى أنه كان من الأجدر بالحكومات توفير فرص عمل للشباب ، تسهيل اجراءات المشروعات الصغيرة ، أى إيجاد فرصة للزواج ، بدلا من سياسة تعصيب الاعين التى لا تصلح لان تكون حلا أبدا .
فى النهاية أقول لكل المسئولين : جوزونا وبلاش تغمونا ، وأقول لصديقى الحزين : ماتقلقش ياريس كل الحاجات القديمة موجودة على الفلاشة دى وعيش يا برنس .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق