الأربعاء، 4 مايو 2011

تساؤلات بشأن قتل بن لادن وهو أعزل وطريقة دفنه

 

أثار قتل اسامة بن لادن زعيم القاعدة وهو أعزل مخاوف من ان تكون الولايات المتحدة تجاوزت الحدود حين تصرفت كشرطي وقاض ونفذت حكم الاعدام

في أكثر الرجال المطلوبين في العالم.

لكن بالنسبة لعدد من الزعماء المسلمين كانت القضية الاكثر اثارة للجدل هي دفن جثمان بن لادن في البحر وهو ما يخالف الممارسات الاسلامية المتعارف عليها.

وأعلن البيت الابيض الامريكي امس الثلاثاء ان زعيم القاعدة قاوم الفريق الامريكي الذي اقتحم مخبأه في باكستان وانه ثارت مخاوف من ان "يقاوم عملية الاعتقال."

وامتنع جاي كارني المتحدث باسم البيت الابيض عن تحديد نوع المقاومة التي أبداها بن لادن لكنه قال "توقعنا قدرا كبيرا من المقاومة ولقينا قدرا كبيرا من المقاومة. كان هناك كثيرون آخرون مسلحون... في المجمع."

وقال "المقاومة لا تقتضي ان تكون بسلاح ناري. وانا علي يقين ان مزيدا من التفاصيل سيكشف عنه حينما يصبح متاحا."

وعلق هيلموت شميت المستشار الالماني السابق على العملية وقال للتلفزيون الالماني انه قد تكون لها عواقب غير محسوبة على العالم العربي في وقت يشهد فيه اضطرابات.

واستطرد "هذا انتهاك واضح للقانون الدولي."

وتبنى نفس الرأي جيفري روبرتسون المحامي الاسترالي البارز المدافع عن حقوق الانسان والذي قال لتلفزيون هيئة الاذاعة الاسترالية في تصريحات من لندن "هذا ليس عدلا. هذا تحريف للمعنى فالعدالة تعني تقديم شخص ما للمحكمة واثبات ادانته بالادلة واصدار الحكم عليه."

وتابع "هذا الرجل أعدم في اطار محاكمة صورية بل ان ما يتضح الان بعد قدر ليس بالقليل من المعلومات المغلوطة من البيت الابيض ان ربما ما حدث كان عملية اغتيال بدم بارد."

وقال روبرتسون انه كان من الواجب محاكمة بن لادن مثلما حوكم النازيون في الحرب العالمية الثانية في نورمبرج او مثل محاكمة الرئيس اليوغوسلافي السابق سلوبودان ميلوسيفيتش بتهمة ارتكاب جرائم حرب في لاهاي بعد اعتقاله عام 2001 .

واستطرد متحدثا عن بن لادن "آخر شيء كان يريده هو ان يمثل للمحاكمة ويدان وينهي حياته في سجن بولاية نيويورك. لكنه حصل على ما يريده تماما. ان يقتل في الجهاد ويدخل الجنة ولقد أعطاه الامريكيون ذلك."

وقال خيرت جان نوبس خبير القانون الدولي المقيم في هولندا انه كان ينبغي اعتقال بن لادن وترحيله الى الولايات المتحدة.

واستطرد "الامريكيون يقولون انهم في حرب مع الارهاب وان بإمكانهم القضاء على معارضيهم في أرض المعركة... لكن هذا القول لا يستقيم في الاطار الرسمي البحت."

وقال سيد احمد بخاري وهو رجل دين مسلم بارز في العاصمة الهندية ان القوات الامريكية كان بوسعها اعتقال بن لادن بسهولة.

وقال "أمريكا تروج لقانون الغاب في كل مكان سواء في أفغانستان او العراق او باكستان او ليبيا. الناس التزموا الصمت طويلا لكنها الان تجاوزت كل الحدود."

وقال سون هاد المتحدث باسم جماعة أنصار التوحيد التي أسسها رجل الدين الاندونيسي ابو بكر باعشير ان بن لادن أصبح شهيدا.

وقال "في حكم الاسلام حين يقتل رجل وهو يحارب من اجل الاسلام سيتبوأ أعلى مكانة يصلها الانسان بعد الرسل وهي مكانة الشهداء. اسامة قاتل من اجل الاسلام ومن أجل الشريعة."

لكن بالنسبة لكثير من الزعماء المسلمين كان مثار القلق الاكبر هو القاء جثة بن لادن في البحر لا دفنه في الارض.

وقال مسؤولون امريكيون ان زعيم تنظيم القاعدة دفن في البحر من على ظهر حاملة طائرات امريكية في شمال بحر العرب بعد اتمام الغسل واجراءات الدفن وفقا للشعائر الاسلامية.

وقال الشيخ السعودي عبد المحسن العبيكان وهو مستشار للديوان الملكي السعودي ان هذا لم يكن دفنا اسلاميا فالمسلم يدفن في الارض اذا مات على الارض مثل باقي البشر.

وقال عامدان عضو مجلس العلماء في اندونيسيا اكبر دولة اسلامية من حيث تعداد السكان ان عملية الدفن تثير قلقه أكثر من عملية القتل ذاتها.

وقال لرويترز "دفن شخص ما في البحر يحدث في وضع استثنائي للغاية. فهل كان الوضع كذلك؟"

وأضاف "اذا لم تستطع الولايات المتحدة تفسير ذلك سيبدو الامر كالتخلص من حيوان وهذا معناه عدم احترام للإنسان... ما فعلوه يمكن أن يثير مزيدا من مشاعر الاستياء بين أنصار اسامة."

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق