الأحد، 1 مايو 2011

خطاب الرئيس السادات فى الكنيست الإسرائيلى 20 نوفمبر977 1

لماذا لا نتصدى معا بهذه الشجاعة والجسارة لكى نقيم صرحا شامخا للسلام يحمى ولا يهدد .. يشع لاجيالنا القادمة اضواء الرسالة الإنسانية نحو البناء والتطور ورفعه الإنسان ؟ ..
لماذا نورث هذه الأجيال نتائج سفك الدماء .. وإزهاق الأرواح , وتيتم الاطفال وترمل الزوجات , وهدم الاسر , وأنين الضحايا ؟
لماذا لا نؤمن بحكمه الخالق وأوردها فى امثال سليمان الحكيم :
" الغش فى قلب الذين يفكرون فى الشر , اما المشيرون بالسلاح فلهم فرح " .
" لقمه يابسه ومعها سلام , خير من بيت ملىء بالذبائح مع الخصام " .
لماذا لا نردد معا من مزامير داود النبى .
" اليك يا رب أصرخ .. أسمع صوت تضرعى إذا أستغثت بك , وأرفع يدى الى محراب قدسك , لاتجذبنى مع الأشرار . ومع فعله الإثم , المخاطبين أصحابهم بالسلام والشر فى قلوبهم , أعطهم حسب فعلهم , وحسب شر أعمالهم , أطلب السلامه وأسعى وراءها " .
ايها الساده :
الحق أقول لكم أن السلام لان يكون اسما على مسمى مالم يكن قائما على العدالة وليس على إحتلال أرض الغير .
ولا يسوغ أن تطلبوا لانفسكم ما تنكرونه على غيركم .
وبكل صراحه . وبالروح التى حدت بى إلى القدوم إليكم اليوم فإنى اقول لكم : إن عليكم أن تتخلو نهائيا عن احلام الغزو وأن تتخلو ايضا عن الاعتقاد بأن القوة هى خير وسيلة للتعامل مع العرب .
إن عليكم أن تستوعبوا جيدا دروس المواجهة بيننا وبينكم فلن يجديكم التوسع شيئا .
ولكى نتكلم بوضوح فإن أرضنا لا تقبل المساومة , وليست عرضه للجدل . إن التراب الوطنى والقومى يعتبر لدينا فى منزلة الوادى المقدس طوى الذى كلم الله فيه موسى عليه السلام " ولا يملك أى منا ولا يقبل . أن يتنازل عن شبر واحد منه , أو أن يقبل مبداء الجدل والمساومة عليه " .
والحق أقول لكم أيضا : إن أمامنا اليوم الفرصة السانحة للسلام وهى فرصة لا يمكن أن يجود بمثلها الزمان إذا كنا جادين حقا فى النضال من أجل السلام .
وهى فرصة لو اضعناها او بددناها فلسوف تحل بالمتآمر عليها , لعنه الإنسانية ولعنه التاريخ .
ماهو السلام بالنسبة لأسرائيل ؟ أن تعيش فى المنطقة مع جيرانها العرب .. فى أمن وإطمئنان ..
هذا منطق اقول له نعم ..
أن تعيش إسرائيل فى حدودها , آمنه من أى عدوان .
هذا منطق أقول له نعم ..
أن تحصل إسرائيل على كل أنواع الضمانات التى تؤمن لها هاتين الحقيقتين
هذا مطلب اقول له نعم ..
بل اننا نعلن اننا نقبل كل الضمانات الدوليه  التى تتصورونها وممن ترضونه انتم .
نعلن إننا نقبل كل الضمانات التى تريدونها من القوتين العظمتين , أو من إحداهما أو من الخمسة الكبار , أو من بعضهم .
وأعود فأعلن بكل الوضوح إننا قابلون بأى ضمانات ترضونها لأننا فى المقابل , سنأخذ نفس الضمانات .
خلاصه القول إذن عندما نسأل ما هو السلام بالنسبة لإسرائيل ؟
يكون الرد هو أن تعيش إسرائيل فى حدودها مع جيرانها العرب , فى أمن وأمان وفى إطار كل ما ترضيه من ضمانات يحصل عليها الطرف الاخر .
ولكن كيف يتحقق ذلك ؟
كيف يمكن أن نصل الى هذه النتيجه لكى نصل بها الى السلام الدائم العادل ؟
هناك حقائق لابد من مواجهتا بكل شجاعة ووضوح .
هناك أرض عربية احتلتهتا – ولاتزال تحتلها- إسرائيل بالقوة المسلحة ونحن نصر على تحقيق الإنسحاب الكامل منها بما فيها القدس العربية .. القدس التى حضرت إليها باعتبارها مدينه السلام ..
والتى كانت وسوف تظل على الدوام التجسيد الحى للتعايش بين المؤمنين بالديانات الثلاث .
وليس من المقبول أن يفكر أحد فى الوضع الخاص لمدينة القدس فى إطار الضم أو التوسع وإنما يجب أن تكون مدينه حرة مفتوحة لجميع المؤمنين .
وأهم من كل هذا فإن تلك المدينة يجب ألاتفصل عن هؤلاء الذين أختاروها مقرا ومقاما لعدة قرون .. وبدلا من إيقاظ الحروب الصليبية فإننا يجب أن نحيى روح عمر بن الخطاب وصلاح الدين .. أى روح التسامح وإحترام الحقوق .. إن دور العباده الاسلامية والمسيحية ليست مجرد أماكن لأداء الفرائض والشعائر بل إنها تقوم شاهد صدق على وجودنا الذى لم ينقطع فى هذا المكان سياسيا وروحيا وفكريا .
وهنا .. فأنه يجب ألايخطىء أحد تقدير الأهمية والإجلال اللذين نكنهما للقدس نحن معشر المسلمين والمسيحين ..
ودعونى أقول لكم بلا أدنى تردد أننى لم اجيىء إليكم تحت هذه القبة لكى أتقدم برجاء أن تجلوا قواتكم من الأرض المحتلة . إن الإنسحاب الكامل من الأرض العربية المحتلة بعد 1967 أمر بديهى لا نقبل فيه الجدل ولا رجاء فيه لأحدا او من أحد ..
ولا معنى لأى حديث عن السلام الدائم العادل ولا معنى لاى خطوة لضمان حياتنا معا فى هذه المنطقة من العالم فى أمن و أمان وأنتم تحتلون أرضا عربية بالقوة المسلحة فليس هناك سلام يستقيم أو يبنى من إحتلال أرض الغير .
نعم ..
هذه بديهية لا تقبل الجدل والنقاش إذا خلصت النوايا وصدق النضال لإقرار السلام الدائم العادل لجيلنا ولكل الأجيال من بعدنا .
أما بالنسبة للقضية الفلسطينية فليس هناك من ينكر أنها جوهر المشكلة كلها وليس هناك من يقبل اليوم فى العالم كله شعارات رفعت هنا فى إسرائيل تتجاهل وجود شعب فلسطين بل وتتسائل أين هو هذا الشعب ؟ !
إن قضية شعب فلسطين وحقوق شعب فلسطين المشروعة لم تعد اليوم موضع تجاهل أو إنكار من أحد . بل لا يحتمل عقل يفكر أن تكون موضع تجاهل أو إنكار . إنها واقع اسقبله المجتمع الدولى غربا و شرقا . بالتأييد والمساندة والإعتراف فى مواثيق دولية وبيانات رسمية لن يجدى أحد أن يصم آذانه عن دويها المسموع ليل نهار أو أن يغمض عينيه عن حقيقتها التاريخية وحتى الولايات المتحدة الأمريكية حليفكم الأول التى تحمل قمة الالتزام لحماية وجود إسرائيل وأمنها والتى قدمت – وتقدم إلى إسرائيل – كل عون معنوى ومادى وعسكرى .
أقول حتى الولايات المتحدة أختارت أن تواجه الحقيقة والواقع وأن تعترف بأن للشعب الفلسطينى حقوقا مشروعة وأن المشكلة الفلسطينية هى قلب الصراع وجوهره  وطالما بقيت معلقة دون حل فأن النزاع سوف يتزايد ويتصاعد ليبلغ ابعادا جديدة وبكل الصدق أقول لكم أن السلام لايمكن ان يتحقق بغير الفلسطينين وأنه لخطأ جسيم لا يعلم مداه احد أن نغض الطرف عن تلك القضية او أن ننحيها جانبا .
ولن أستطرد فى سرد أحداث الماضى منذ صدر وعد بلفور لستين عاما خلت فأنتم على بينة من الحقائق جيدا .. وإذا كنتم قد وجدتم المبرر القانونى و الأخلاقى لإقامة وطن قومى على أرض لم تكن كلها ملكا لكم فأولى بكم أن تتفهموا إصرار شعب فلسطين على إقامه دولته من جديد فى وطنه .
وحين يطالب بعض الغلاة والمتطرفين أن يتخلى الفلسطينيون عن هذا الهدف الاسمى .. فإن معناه فى الواقع وحقيقة الأمر مطالبه له بالتخلى عن هويتهم وعن كل أمل لهم فى المستقبل .
إننى أحيى أصواتا إسرائيلية .. طالبت بالاعتراف بحقوق الشعب الفلسطينى وصولا إلى السلام وضمانا له .
ولذلك , فإننى أقول لكم أيها السيدات والسيادة أنه لا طائل من وراء عدم الاعتراف بالشعب الفلسطينى وحقوقه فى إقامه دولته وفى العودة .
لقد مررنا نحن العرب بهذه التجربة .. معكم .. ومع حقيقه الوجود الإسرائيلى وانتقل بنا الصراع .. من حرب إلى حرب .. ومن ضحايا إلى مزيد من الضحايا حتى وصلنا اليوم – نحن وأنتم – إلى حافة هاوية رهيبة وكارثة مروعة إذا نحن لم نغتنم  اليوم معا فرصه  السلام الدائم العادل .
عليكم أن تواجهوا الواقع مواجهة شجاعة كما واجتهه انا .
ولا حل لمشكلة ابدا بالهروب منها او التعالى عليها .
ولا يمكن أن يستقر سلام بمحاوله فرض أوضاع وهميه .. أدار له العالم كله ظهره .. واعلن نداءه الاجماعى بوجوب احترام الحق والحقيقة .
ولاداعى للدخول فى الحلقة المفرغة مع الحق الفلسطينى .. ولاجدوى من خلق العقبات .. إلا أن تتأخر مسيرة السلام .. او أن يقتل السلام .
وكما قلت لكم .. فلا سعادة لأحد على حساب شقاء الأخرين .. كما أن المواجهه المباشرة والخط المستقيم هما اقرب الطرق وأنجحها للوصول الى الهدف الواضح والمواجهة المباشرة للمشكلة الفلسطينية .. واللغة الواحدة لعلاجها نحو سلام دائم عادل هى أن تقوم دولتهم .
ومع كل الضمانات الدولية التى تطلبونها فلا يجوز أن يكون هناك خوف من دولة وليده تحتاج إلى معونة من كل دول العالم لقيامها .. وعندما ندق أجراس السلام فلن توجد يد لتدق طبول الحرب وإذا وجدت فلن يسمع لها صوت . وتصوروا معى إتفاق سلام فى جنيف نزفه الى العالم المتعطش إلى السلام .. إتفاق سلام يقوم على :
            اولا : إنهاء الاحتلال الإسرائيلى للأراضى العربيه التى احتلت فى عام 1967 .
            ثانيا : تحقيق الحقوق الأساسيه للشعب الفلسطينى وحقه فى تقرير المصير بما فى ذلك حقه فى إقامه دولته
            ثالثا : حق كل دول المنطقة فى العيش فى سلام داخل حدودها الأمنه والمضمونة عن طريق إجراءت يتفق عليها تحقق الأمن
            المناسب للحدود الدولية , بالإضافه إلى الضمانات الدولية المناسبة .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق