الاثنين، 2 يوليو 2012

الواد كبر


الواد كبر ابنى العظيم ابنى الجميل ابنى اللى قادر ينتصر على المستحيل الدنيا قاعدة ف مجلسه وله مهابه يحسها كل البشر اللى ف حضوره اتعطروا واللى ف هواه اتنفسوا كل الكبار .. ولاّ الصغار لو قربوله .. بيهمسوا كلماته شعر مفتى .. وعالم عبقرى كوم التراب يصبح دهب لو لمسه واحدة يلمسه الواد كبر تجيبوله جيش .. هايطوره تجيبوله عصر من الجهاله ينوره تجيبوله سد .. بطرف إيده .. يهندسه الواد فهم من غير ماحد يعلمه معنى العلام من قعدته ف مجلسى درس الحروب قبل السلام هضم المذاهب كلها سَرّبت له بين السطور علم النفور والانسجام علمته ينظر للبشر وف عينه مليون اتهام يرمى بذور الخوف ف دقة قلبهم ومن الوشوش يحصد نسيم الابتسام الواد كبر .. وكبر معاه وطنه الأشم الواد كبر ولازم له هم ولازم له قصر ولازم له عرش وصولجان وحدود وحاشية ومهرجان ممكن كمان سيرك وجنينة حيوانات سجن ومعارضة .. وتضحيات وحزب من اهل الكلام يدبجوله ف الخطب ويحفّظوه بعض النصوص وهيلمان وزرا ولصوص شوية منهم يسرقوا وشوية ياخدوا حقهم لما يوزع ف الوطن ويفرقه قلب الوطن .. لجل التخين راس الوطن .. لجل الكهين داعر لطيف اكبر حرامى ومدعى انه الشريف عين الوطن .. معروفة طبعا لجل مين .. للمخبرين .. الواد كبر .. ولازم له شعب يهرسه وقانون عظيم بإشارة واحدة ينشره واشارة تانيه .. يحبسه ولازم له منهج حكم - لكن معتبر – ع الخوف ضرورى يأسسه ولازم له كلب من الصحافه يمدحه .. وف وقت عوزة .. يقدسه .. وينزهه عن الغلط .. أو العبط وف عز اصعب وقت ف ليل الوطن يقعد معاه .. يونسه ويجيب له شمس .. تشمسه الواد كبر وصبح علامة للنبوغ .. الواد خلاص قرب يطول سن البلوغ .. ولازم له كرسى ينجسه ولازم له مجلس للموافقة والسكوت وان يوم نسى وطلع له صوت يتربسه .. ولازم له كهان للثقافة عند اللزوم يتمومسوا .. ولازم له خُدام .. للنظام على الجميع يتجسسوا ولازم له حبة بلطجية من التقال أولاد حلال جوه المظاهرة ينكسوا علم البلاد ويهتفوا بحب الفساد ويلزقوا ف مُزز المعارضة يقفّشوا .. ويحسسوا الواد كبر واظنه زيي ما لوهش قلب والحكم حلو وابن كلب كفاية شكل الحاشية لما بيسجدوا من غير سجود ساعة ما يعتبروا الرضا منى صعود أو لما ياكلوا ف بعض علشان يفوزوا ببسمتى وسط الحشود يتنططولى ويرقصوا زى القرود الواد كبر ولازم له حلم يمتعه ولازم له حصة تشبعه ولازم له حاشية يبرطعوا يترّبعوا يتطمعوا يدّلعوا واذا واد معارض حب يعمل فيها مسمار يخلعه يقلع عينيه .. ويأدبه وف أى صحرا يقلّعه الواد كبر واياك يا شعب تزهقوه أو تقرفوه وتطلعوله من النكت زى اللى طلعت عن أبوه اسمع يا واد الشعب ده .. وضع أساس النمردة وإياك ف مرّة تدلعه إكبس عليه .. يا تركعه .. يا تطمعه اسمع يا واد اول دروس حب الوطن سيب اللى نادوا بإسم غيرك يولعوا وسيب مصارين بطنهم - من حقدهم - يتقطعوا اسجد لآلهة الحياة وافتح لهم باب البلاد هاتفوز بأسباب النجاة وتفوز بأرواح العباد اسمع يا واد أول دروس حب الوطن ما ترتبطش بالوطن ولا ف سر .. ولا ف علن .. وحب نفسك أولاً .. سيبه يجوع يعطش .. يغيب .. أو يتفلق انت الحقيقة الثابتة من قبل هو ما يتخلق اسمع يا واد إياك تصدق ان فيه حاجة اسمها حب الوطن العرش اكبر م اليقين العرش .. دين العرش هو اللى جعلّك مخلصين بيوحدوك العرش للحاكم وطن والناس عشانه يقدسوك أو يشنقوك اسمع يا واد انا هنا لآخر نفس من غير شكوك ها تقولى : ليه ؟! العرش جنة خُلد للجالس عليه جنة خصوصى للاباطرة والملوك ولو جلست انت عليه كل الرعايا .. ها يتركونى ويتبعوك وانت - بدون احساس بذنب - من نشوتك ها تبيع أبوك

ثمرة الصبر


الأمم تقوم قوية ثابتة الأركان بعد أن تمر بضروب مختلفة من البأساء والضراء تثقف من نفسها أو تعرك من مرونتها وتنفي من خبثها وضعفها، حتى إذا مرّت بهذا الابتلاء صابرة وتحملت هذا الامتحان في غير ضعف أو وهن، بُعثت أمة قوية لا تكسر لها شوكة ولا تلين لها قناة، وكتب الله لها الحياة والبقاء، قال تعالى: {وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الأَمْوَالِ وَالأنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ}... [البقرة : 155]. ومن المعروف أن الأمم القوية هي الأمم التي تحملت وتحمل أفرادها فنوناً من الكفاح والمغالبة في الحياة، وخلصت من ذلك بعد صبر طويل وجهد شاق إلى دور من قوة الاحتمال ووحدة الشخصية في أجيالها المتتابعة. كان هذا شأن الأمة الإسلامية في قيامها، وكان هذا شأن النبي وأصحابه في بعثها والنهوض بها، وكان هذا شأن الإسلام في تعاليمه التي أرشد بها المسلمين وهداهم إلى التمسك بها والسير على نهجها حتى أصبحت الأمة الإسلامية أمة قوية وكتب الله لها الغلبة والنصر على أمم أخرى. أكثر عدداً وأوفر مالاً وعددا. كانت أهم المميزات التي ساعدت على هذا كله هو ما طبع عليه المسلمون أفراداً وجماعات من عزيمة الصبر وقوة التحمل التي جعلت من هؤلاء الصابرين صخوراً صلداء وجبالاً ثابتة قوية لا تزول ولا ينال أحد منها منالاً. ولقد كان من حكمة الله تعالى ان اختار لرسالته رسولاً واصحابا للاضطلاع بهذه الدعوة الإنسانية بعد أن تمرسوا بالصبر وتحمل المشاق وقويت عزيمتهم وارادتهم في بلد تقسو فيه الحياة ويصعب فيه العيش الرغيد وتجفو فيه سبل الراحة والحياة الوادعة، فلم تثقل نفوسهم متع الدنيا ولم تتسع عليهم أسبابها الرخيصة فتشغلهم عن أهدافهم الكبرى أو تضعف من مضيّهم في الاضطلاع بغاياتهم النبيلة. وقد ذكر الله الصبر في القرآن في أثنين وسبعين موضعاً وأضاف أكثر الدرجات والخيرات إلى الصبر وجعلها ثمرة له يقول تعالى: {وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا}.. [السجدة : 24]، وقال تعالى: {أُوْلَئِكَ يُؤْتَوْنَ أَجْرَهُم مَّرَّتَيْنِ بِمَا صَبَرُوا}... [القصص : 54]. وهكذا قرن الله الإمامة والقيادة لأمر الناس بالصبر وأنه تعالى أقامهم أئمة لما صبروا، مما يدل على أن هذه الطبقة إنما تكون من صنف خاص من الناس وهم الصابرون الذين مارسوا الصبر وتربت نفوسهم على التحمل وضبط النفس وعدم الجزع عند المحن أو الهلع عند الأزمات، وكل هذا من فنون الصبر لمن مارسه في نفسه حتى راض من ارادته وملك عنانها وهؤلاء هم الأقوياء الذين يختارهم الله أئمة يهدون بأمره وأولئك يؤتون أجرهم مرتين مرة في الدنيا بإخضاعهم لها ومرة في الدار الآخرة كما وعدهم الله بذلك {أُوْلَئِكَ يُؤْتَوْنَ أَجْرَهُم مَّرَّتَيْنِ بِمَا صَبَرُوا}. وقد جمع الله للصابرين بين أمور لم يجمعها لغيرهم فقال تعالى {وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الأَمْوَالِ وَالأنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ}... [البقرة : 155] فالهدى والرحمة والصلوات مجموعة للصابرين. ولما كان الصبر بهذه المثابة وكانت غايته في تقوية الفرد والمجتمع بهذه الدرجة، رتب الله تعالى على الناس وظائف من العبادات تتمثل فيها هذه الخصلة من التدريب البدني والنفسي، فرتب عليهم عبادة الصوم مثلاً بما فيها من مشقة الامتناع وكف النفس عما تطلبه والصبر عن الطعام والشراب حتى تتريض وتتدرب على الكفاف والمنع، وكذلك عبادة الحجم وما فيها من مشقة السفر وتحمل رسوم الاحرام وهي نوع من ممارسة الصبر والتحمل في أوقات الرخاء والسلم وإعداد للأمة والأفراد في أوقات الشدة والجهاد. وخصلة الصبر هي عنوان المؤمن الكامل التي يواجه بها الحياة في ثقة وطمأنينة ويقين بالله كما فعل ذلك الرسول في قوله: (مثل المؤمن كمثل القطعة من الذهب ينفخ عليها صاحبها لم تتغير ولم تنقص، والذي نفسي بيده إن مثل المؤمن كمثل النحلة أكلت طيباً ووضعت طيباً لم تكسر ولم تفسد، ومثل المؤمن كمثل الخامة من الزرع تفيؤها الرياح تعدلها مرة وتقيمها أخرى). وهناك المخلصون الذين كبرت نفوسهم وخلصت قلوبهم فاجتازوا مرحلة الصبر إلى مقام الرضا بالله وهؤلاء هم الذين يصبرون عند البلاء ويشكرون عند الرخاء ويرضون بمواقع القضاء. وفي وصية الرسول لابن عباس يقول: (فإذا أردت أن تعمل بالرضا فأعمل وإن لم تستطع فإن في الصبر على ما نكره خيراً كثيراً واعلم أن النصر مع الصبر وأن الفرج مع الكرب وأن مع العسر يسراً).

الصلاة والمفاهيم السلوكية الحديثة في الطب

يتميز الإسلام- من بين الديانات العظمى في العالم- بأنه يحمل اسما ذا دلالة. اسم يشير إلى مغزاه الحقيقي. إن جذور معنى كلمة الإسلام هي أن يدخل المؤمن في سلام مع ربه ومع الناس. يقول الله تعالى: {بَلَى مَنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَلَهُ أَجْرُهُ عِندَ رَبِّهِ وَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ}... [البقرة : 112]. وفي الوقت الذي نجد فيه أن الإجهاد والضغط النفسي يلعب دورا في أمراض كثيرة، وان التأكيد في الطب الغربي يتجه إلى أن اعتبار المريض، ليس كل مشكلته في وظائف الخلايا وأعضاء أجهزته، ولكن النموذج الشامل (السيكوسوماتي أو البدني النفسي) يشير إلى أهمية عمليات المعرفة للفرد ودوره في الإسلام ودوره في الوسط الاجتماعي. كل هذه عوامل هامة تحدد استجابته للمرض. هذه الدراية المتزايدة بالدور الذي يلعبه الإجهاد النفسي في مختلف الأمراض يأتي في وقت يكون فيه الجانب العملي للتحول النفسي ضئيلا وفي وقت تتزايد فيه أخطار الإدمان للأدوية المهدئة لدرجة أنها صارت مشكلة أضف إلى ذلك تفكك نواة الأسرة، هو اتجاه متزايد في الطب الغربي معتمدين على عوامل أخرى لمساعدة مرضاهم في مواجهة الإجهاد النفسي. هذا الاتجاه في ما يسمونه في مجال الطب السلوكي أو طب الإجهاد يؤكد أهمية أساليب التنظيم الذاتي وكيف أن المريض بنسقه اليومي الرتيب يستطيع أن يكيف نفسه مع إجهاد المرض ومن بين الفرائض الخمسة في الإسلام فريضة الصلاة. والصلاة تشكل جانب هاماً أولاه القرآن الكريم اعظم عناية. أن مكانة الصلاة في تكوين الإنسان اتخذت أهميتها في الإسلام بدءا من الآذان الذي هو دعوة للصلاة حيث ينادي المؤذن حي على الفلاح موضحاً أن تكون الذات إنما يتحقق بالصلاة. والقرآن يقول: {قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ * الَّذِينَ هُمْ فِي صَلاتِهِمْ خَاشِعُونَ}... [المؤمنون : 1-2] واستعملت كلمة الفلاح لتحمل مفهوم التكوين الذاتي الكامل. ومن خلال الصلاة اليومية المنتظمة ونمو الذات يستطيع الإنسان أن يشكل تكيفه مع ضغط المرض. وهذه البرامج تحمل ثلاثة عناصر: أولهما محاولة لتقليل التيقظ النفسي الوظيفي بما يسمى الاستجابة للاسترخاء. أن الحركات الجسمانية التي تشبه الصلاة- تشترك في أنها تكون عناصر مشتركة لوسيلة عقلية، وضع سلبي، استرخاء عضلي وجو هادئ. أن مشابهة هذه الأنشطة للصلاة قد أشير إليها تحت عنوان الاستجابة للاسترخاء (يبسون للأمراض النفسية جزء 137 فبراير 1974) والطريقة الإسلامية في العبادة محسوبة على تركيز الانتباه في شيء واحد واستحضار الشعور النبيل والوضوء قبل الصلاة واستقبال القبلة في الوقوف والانحناء في الركوع ووضع الجبهة على الأرض في السجود ووضع الجلوس في خشوع. كل هذا يساعد العقل على أن يستشعر وجود الله والمتعبد يجد قلبه، متمتعاً بأنه يفعل ما هو تعظيم للخالق الأعلى، وليس ذلك فقط بمشاعره بل بكل جسده متخذا وضعا خاشعا. وما من شك في أن الشعور بعبودية الإنسان يجد أوضح تعبير في الخشوع. الذي يتخذ في الصلاة. أن الصلاة كلها هي أهم عمل خاشع وجاد. حيث لا يشغل انتباه المتعبد أي شيء آخر ولا يقوم بأي حركة تبعد انتباهه أو تغير وضعه. فالمصلي أذن شخص لا يشغله شيء عن ذكرا لله يتلو آيات في القرآن الكريم تملأه بالحب والرحمة والقوة والمعرفة. ومما لا شك فيه أن هناك أوضاعاً جسمانية معينة تولد في الإنسان الشعور بالعظمة والكبرياء، بينما في أوضاع أخرى يتمثل الخضوع، وهذا الأخير هو وضع الصلاة وهذا هو الإطار الذهني الذي يقرب العبد من ربه. فإذا كان الخضوع هو مغزى الصلاة فإن أوضاع القيام والجلوس والركوع والسجود هي أيضا أساسية لخلق هذا الشعور في الإنسان وأي تغيير في هذا الأسلوب يؤدي إلى الأسوأ لأنه لا يقودنا إلى الغاية المقصودة من الصلاة. والعنصر الثاني المشترك في هذه البرامج المتعلقة بمراكز الضغط يدور حول الإدراك الإيجابي للثقة الذاتية وكيفية استخدامها. فمثلا إنكار احتمال الموت في غرفة الإنعاش القلبي يزيد معدل الحياة في كثير من الأبحاث وكثير من الاهتمام يوجه في هذه المواقف الطبية إلى التركيز على الأفكار الإيجابية والثقة في الشفاء النهائي لأن ذلك انعكاس هام ليس فقط في إحداث استرخاء، في وظائف الأعضاء. ولكن أيضا في مساعدة المريض في الصمود عن طريق تجاهل الحقائق التي تصاحب حالته. والإسلام في هذا المجال يدعو الإنسان للصلاة. والصلاة لا تجعله متراخيا بل تعطيه القوة ليقوم بصراع اعنف في مواجهة الإحباط والفشل بأن يتجه إلى الله مصدر القوة. وأن القرآن الكريم يعلم الإنسان أن يعمل بجد لتحقيق النجاح في الحياة. والعنصر الثالث أن هناك اهتماما يعطى للسلوك التفاعلي الواضح والدور الذي يلعبه في كثير من الأمراض المزمنة (كتاب الألم لفورديس- نيويورك 1974). فمدخل الطب السلوكي لعلاج الآلام المزمنة لا يعتمد على تطوير استجابات الوظائف النفسية للمريض عن طريق العلاج بالاسترخاء والتبصير فحسب ولكن أيضا بتقليل الاتجاه نحو استشعار الألم وحده. كما أن مواساة الأهل وشريك الحياة من أهم العوامل التي تساعد على تحمل الآلام. وهكذا فالنموذج الإسلامي الذي يتعامل مع ظروف الضغط النفسي فى حالة المرض ليس فقط بالاسترخاء والتبصير ولكن أيضا بتوفير "السند الاجتماعي الذي يشجع النشاط النافع وينمي العلاقة العائلية والزوجية وكل هذا يساعد في التغلب على عملية الألم".

الأسرة تحت أضواء الشريعة

الإسلام يتابع سيره مع الأسرة فينظم حقوق كل من الزوجين من صاحبه ويجعل العلاقة بينهما مودة ورحمة! بعد الهدوء والسكينة! ثمّ إذا اشتد بناء الأسرة ونبتت في حقلها الذرية والأولاد شرع لها الحقوق والواجبات التي يجب أن تسود الوالدين والأبناء من الطاعة الكريمة والتربية الصحيحة والتأديب والتعليم! وتمضي العناية الإسلامية بالأولاد في مراحل الطفولة تحت سمع وبصر الفطرة التي فطر الله عليها الأبوة والأمومة من الحب الطبيعي. والحنان الأصيل العريق ومع ذلك فالإسلام لم ينسَ ولن ينسى أبداً أن بعض الفطر الإنسانية قد تصدأ مرآتها في بعض الأحايين فهو لا يتركها – حينئذ – دون وصية بهذه الطفولة البريئة بل يلفت نظر الأبوين إلى عظم شأنهما في صياغة الصورة التي يجب أن تشب عليها تلك الطفولة ويرغب في وضعها في الإطار اللائق بها فيقول النبي صلى الله عليه وسلم: (ما من مولود إلا يولد على الفطرة! وأبواه يهودانه. أو يُنصرانه. أو يمجّسانه! كما تنتج بهيمة جمعاء هل تحسون فيها من جدعاء حتى تكونوا أنتم تجد عُونها!). فإذا مرق الطفل من باب الطفولة وتجاوز سنها وعقل ما يمكن أن يعقل من أمر الحياة توجه التكليف الإسلامي إلى الوالدين أيضاً بلون آخر من الرعاية والعناية والتأديب غير ما توحي به طبيعة الأبوة والأمومة من الحب والحنان والعطف والرحمة: قال صلى الله عليه وسلم: (مُرُوهم بالصلاة لسبعٍ! واضرِبوهم عليها لعشر! وفرِّقوا بينهم في المضاجع!). وهذا التكليف يقيم للأولاد حقاً جديداً على الوالدين فيصبح بالتالي لهما حق عليهم كذلك فإذا كان للوالدين حق الطاعة والإحسان فحق الأولاد في إحسان التربية والتعليم والاعداد للحياة! روى الحافظ أبو نعيم أنّ النبي صلى الله عليه وسلم قال لمولاه أبي رافع: (ما مالك يا أبا رافعٍ) قال أبو رافع: أربعون ألفاً وهي لله عزّ وجلّ! قال النبي: (لا! أعطر بعضاً وأمسك بعضاً وأصلح إلى ولدك). قال أبو رافع: قلت: أولهم علينا يا رسول الله حق كما لنا عليهم؟ قال: (نعم.. حق الولدِ على الوالد: أن يعلِّمه كتاب الله عزّ وجلّ! والرميُ! والسباحة! وأن يورثه طيباً!). وفي حديث الترمذي: (ما نحل والد ولده من نِحْلة أفضل من أدب حَسنَ!). ومن حق الأولاد على والديهم العدل بينهم وتربيتهم على الألفة والمحبة حتى يكونوا يداً واحدة! ولاسيما عند تعدد الأُمّهات فلا يفتح بينهم باب التنافس المادي الرخيص مما يولد في قلوبهم الاحقاد والأضغان.. وسبيل ذلك.. ألا يفاضل بينهم في العطايا والهبات والميل. وقد نهى الإسلام عن ذلك ورآه جوراً وظلماً. روى البخاري عن النعمان بن بشير أنّه قال: أعطاني أبي عطية فقالت عمرة بنت رواحة – أم النعمان -: لا أرضى حتى تشهد رسول الله صلى الله عليه وسلم.. فأتى بشير رسول الله وقال له إني أعطيت ابني من عمرة بنت رواحة عطية فأمرتني أن أشهدك يا رسول الله.. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (أعطيت سائر ولدكَ مثل هذا؟!) قال: لا! قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (اتَّقوا الله واعدلوا بين أولادكم ولا تُشهِدني إذاً فإني لا أشهد على جورٍ!). والإسلام أبداً لم يغفل – في أمر تربية الأولاد – عوامل الزمن والبيئة والظروف بل يلتفت إلى ذلك كله تمام الالتفات فلا يلزم الوالدين أن يطبعا أولادهما على عاداتهما وطباعهما ليكونوا صورة طبق الأصل منهما في كل شيء.. ما دام هؤلاء الأولاد يتحركون في إطار التربية الإسلامية الصحيحة. فقد ورد عن الرسول صلى الله عليه وسلم: (أدِّبوا أولادكم بغير ادبكم! فإنّهم مخلوقون لزمانٍ غير زمانِكم).

كيف ندرب أبناءنا على المسؤولية ؟

يبلغ ابني من العمر 10 سنوات، وقد لاحظت على سلوكه الأنانية وعدم الاهتمام باحتياجات أشقائه، ومهما حاولت أن أحدثه عن معنى الأخوة ومتطلباتها، وأهمية المشاركة، والتفكير في مصلحة الآخرين، فإنه لا يهتم؛ مما أفسد علاقته بإخوته. أما ابنتي التي تبلغ من العمر 13 عامًا، لا تتحمل أية مسؤولية تجاه أخواتها الصغريات سنًا، ولا تهتم إلا بشؤونها الخاصة، وهوايتها المفضلة، كما أنها تتكاسل عن المذاكرة، أو أي عمل يتطلب جهدًا، فماذا أفعل؟ الإجابة عن السؤالين المذكورين تتلخص في تعلم المسؤولية الاجتماعية، فكل من الولد صاحب الأعوام العشرة، والبنت صاحبة الثلاثة عشر عامًا لم يتعلما تحمل المسؤولية، سواء كانت المسؤولية الذاتية باعتبار الطفل مسؤولاً عن نفسه، أو المسؤولية الاجتماعية التي تجعل الطفل يشعر بأنه مسؤول عن الآخرين. ومن هنا، نستطيع تفسير سلوك الطفل الأناني الذي لا يهتم باحتياجات إخوته، ولا يستطيع أن يفهم معنى الأخوة، ولا متطلباتها، ولا يقدر أهمية مشاركة الآخرين فيما يهمهم، ولا يمكنه الاهتمام بمصلحة أحد من الناس إلا نفسه فقط. ومن الجدير بالذكر أنه ليس معنى أننا نشرح له تلك المعاني الجميلة المجردة أنه سيستوعب الدرس، ثم يقوم من فوره لينفذ ما فهم، فقد كان الأمر يتطلب تربيته منذ الصغر على تلك المعاني، ولكن لا بد أن يتم التدريب بشكل عملي قبل الشرح النظري أو مصاحب له، فإذا حدثناه عن تلك المعاني بعد أن يكبر، ويبلغ عامه العاشر استطاع أن يدرك أن ما كان يمارسه مع إخوته من خدمة لهم واهتمام بهم، وما كان يمارسه معه إخوته هو تلك المعاني الرائعة التي يشرحها الكبار، وتتطلبها الحياة الاجتماعية للبشر. أما بالنسبة للبنت، فهي تستشعر الأحاسيس نفسها، وتتعرض لنفس المشكلات، فهي لا تهتم إلا بما ترغب، ولا تستطيع أن تتحمل مسؤولية أحد من أخواتها الصغريات. ولذلك لابد من التأكيد على القواعد التربوية التالية: تدريب الطفل على الاعتماد على النفس وهذا النوع من الفكر التربوي غير متواجد بالشكل الذي ينبغي في تربية أبنائنا في عالمنا العربي، فلا يلقى الاهتمام الكافي بتدريب الأبناء عليه منذ الصغر، ونتيجة لذلك يشب أولادنا غير متحملين مسؤولية أنفسهم التحمل الكافي، وغير معتمدين على أنفسهم الاعتماد الواجب. والآن، نريد أن يتعلم الطفل الاعتماد على النفس والاستقلال عن الآخرين في قضاء حاجياته، وهذه مبادئ تربوية رئيسة ومهمة في تربية الطفل. والسؤال الآن: كيف أربي ابني على تحمل المسؤولية والاعتماد على النفس؟ وتأتي القاعدة التربوية المهمة، فتقول لك: إذا أردت أن يعتمد ابنك على نفسه، فجرب أنت أن تعتمد عليه حتى تعلمه الاعتماد على نفسه، فإذا كنت أنت أصلاً لا تعتمد عليه في شيء، فكيف إذن سيتسنى له تعلم الاعتماد على نفسه؛ إذا كنت أنت غير واثق في قدراته وإمكاناته، وبالتالي لا تعتمد عليه في إنجاز بعض الأمور، فكيف سيثق هو في نفسه، ويركن لقدراته؟ - طبعًا بعد التوكل على الله - فيكون المطلوب منك أن ترفع يدك عنه وعن مساعدته، وتفسح له المجال ليقضي مصلحته بنفسه، وتتركه لينجز بعض أعماله بنفسه، فيقدم أوراقه للمدرسة بنفسه، وتكون أنت معه بمثابة الصاحب، ويعمل واجباته المدرسية بنفسه، وتكون أنت بمثابة الموجه. ويأكل بنفسه، ويشرب بنفسه، ويلبس ملابسه بنفسه، ويكوي ملابسه، ويرتب حاجاته، وتكون أنت بمثابة المشرف، وبصفة عامة؛ فإن أي سلوك يستطيع الطفل أن يؤديه؛ فلا بد أن تساعده، وتفسح له المجال حتى يستطيع أن ينجزه معتمدًا على نفسه. ولكن أنت تحتاج إلى فطام نفسي عن مساعدة ابنك، وأنتِ تحتاجين إلى ذلك ، فالمشكلة الأساسية التي تعترض طريق تعليم الأبناء الاعتماد على النفس هي أن الآباء أنفسهم - خصوصًا الأمهات - هم الذين لا يستطيعون أن يفطموا أنفسهم عن التدخل في شؤون الأطفال، ولا أن ينأوا بأنفسهم عن الاشتراك معهم في قضاء مصالحهم، ولا أن يتركوا لهم الفرصة ليمارسوا حياتهم بأنفسهم، وقد يكون هذا التدخل بسبب حبهم لأبنائهم، أو بقصد حمايتهم، ولكن الواقع هو أنك تعوقه عن أداء دوره، وتسلبه الفرصة التي تجعله يجرب الاعتماد على نفسه، فيكون حبك له حبًا ضارًا، وتكون حمايتك له حماية مؤذية. ودعنا نناقش نقطة أخرى، وهي أنه إذا استطاع الأب أن ينفذ ما نطلب منه، فهل تستطيع الأم ذلك؟ سترد الأم قائلة: أتريد أن أترك الطفل يقوم بعمل الواجب المنزلي وحده؟ فماذا عن الدرجات التي ستضيع منه؟ وكيف أسمح أن يقال: إن ابن فلانة لا يحصل على الدرجات النهائية في المدرسة؟ أم أنك تريده أن يشتري ملابسه وحده؟ آه، فهمت قصدك، أنت تريده أن ينزل إلى الشارع وحده؟ وكأنك لا تسمع عن السيارات؟ والأطفال قليلو الأدب والزحام والتيه في الشارع، وقد يخطفه أحد، أو يضربه. وتظل الأفكار السيئة جميعها تراود الأم، وتلح على ذهنها لا تفارقها، كأن الدنيا كلها ليس فيها إلا ابنها، فيا أمهات أطفال المستقبل، ليست الدرجات في المدرسة هي المشكلة، والدنيا بها أطفال كثيرون غير أطفالكن، ونحن لا نسكن غابة موحشة، فاتركن أبناءكن يتصرفون منفردين، وسترين منهم ما تقر به أعينكن، أما اهتمامك المركز على ابنك، فهو ما يسميه علماء النفس بالحماية الزائدة، وطبعًا الحماية الزائدة مضرة، ولا تأتي إلا بخلل جسيم في تربية الطفل. الاهتمام بتعزيز السلوك الصحيح الذي ينفرد الطفل بالقيام به: ويأتي دور التعزيز لسلوك الاعتماد على النفس، فبعد أن يقوم الطفل بما يريد بنفسه، لا بد أن تثني على الطفل، وتمدح قيامه بالسلوك الصواب منفردًا، وتحكي للضيوف، وتعرفهم - على مسمع منه طبعًا - كيف أنه عمل كذا وكذا، وقام بكذا وكذا، كأنك تتفاخر بابنك الطيب، أو تتباهي بابنتك اللطيفة. تدريب الطفل على المسؤولية الاجتماعية فمع تدريبه على الاعتماد على النفس أو المسؤولية الذاتية، نبدأ في التوسع في تحميل المسؤولية في دوائر يتسع اللاحق منها باستمرار بعد إتقان السابق بشأن تحمل مسؤولية الآخرين، فيبدأ الطفل بتحمل مسؤولية خدمة إخوته، ثم تلي ذلك مسؤولية دائرة الجيران، ثم دائرة الأقارب، ثم دائرة الشارع أو الحي، وتظل تلك الدوائر تتصاعد حتى تشمل مشكلات المسلمين في العالم، ثم مشكلات الناس بصفة عامة. ويأتي سؤال: ولماذا كل هذا الهم؟ فتكون الإجابة: ليستشعر أنه عضو في جماعات مختلفة، بدءًا من إخوته حتى جماعة البشر بصفة عامة، ويعني ذلك أنه مسؤول دومًا أمام نفسه، ثم أمام الله سبحانه عن الآخرين. مما سبق يستطيع الطفل أن يهتم بمصلحة إخوته، أو تتحمل البنت هموم أهلها، أو يفكر كلاهما في هموم المسلمين، أو مشاكل المظلومين في العالم كله، ويخرج الطفل شيئًا فشيئًا من أنانيته البغيضة إلى عالم المعاملات الإنسانية الراقية التي تجعل الإنسان إنسانًا، ويستطيع أن يتحرر من رغباته الضيقة المحدودة، ويرى العالم الرحب الجميل الذي يتجلى في خدمة الآخرين، ويستطيع أن يستشعر المتعة الموجودة في قضاء مصالح الناس، كما يدرك كيف يتعبد الله سبحانه بإدخال السرور على الآخرين، وتيسير الحياة على الناس، ولا يفوتنا في ذلك كله أن ندعم حواراتنا معه بأحاديث رسول الله (صلى الله عليه وسلم) التي تحض على فك كرب المكروب، والتيسير على المعسر، و أن الله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه. فإذا كان الطفل أو البنت صاحبا السؤالين السابقين لم ينل كل منهما فرصة للتربية على المسؤولية الذاتية والمسؤولية الاجتماعية عنده منذ الصغر، فلا بأس من أن نبدأ الآن بنفس الترتيب، ولا بد أن يتعلم تلك المسؤوليات، ويتدرب على تحملها من جديد.