الأحد، 1 مايو 2011

هؤلاء هم من تتشرف بهم أمهاتهم

حمدى رسلان يكتب :

الأحد، 1 مايو 2011 - 17:23
 
الجدل الدائر بين الشاعر والمطرب مصطفى كامل وسعد الصغيّر حول من منهما تتشرف بهِ أمه، حتى إن هذا الموضوع أصبح أمام ساحة القضاء المصرى، ويناقش فى كثير من القنوات الفضائية والصحف والمجلات بأفضلية من فيهما هو من تتشرف بهِ أمهِ.

ولكن لدى أنا الإجابة القاطعة على هذا السؤال، فمن تتشرف بهِ أمه هم شهداء ثورة 25 يناير الذين خرجوا إلى الشوارع وكشفوا صدورهم لرصاص الشرطة وسيوف وسنج البلطجية المؤجورين عليهم، والذين ماتوا تحت عجلات السيارات الطائشة أثناء أحداث الثورة، والذين فقدوا أعينهم وأبصارهم إلى الأبد بسبب الرصاص المطاطى المصوّب خصيصاً على أعينهم، أو الذين أصيبوا بعاهات مستديمة نتيجة أحداث الثورة.

من تتشرف بهِ أمه، هم من علا صوتهم وقت الظلم وخرجوا أفواجاً للقضاء عليه ولتحقيق رغبات كافة المصريين البسطاء وعرّضوا أنفسهم للموت دون أن يبالوا ولم يصمت صوتهم إلا بتحقيق ماكانوا يريدون وسقوط نظام مستبد وحاشيته.

الذى تتشرف بهِ أمه هو خالد سعيد شرارة الثورة الأولى، وأيّاً كانت حقيقته فقد جعله الله سبباً لإيقاظ الناس من غفلتهم، ثم سيد بلال الشاب الذى مات بدون ذنب مقابل لعبة كان يلعبها العادلى ورجاله لزرع الفتنة بين المسلمين والأقباط وكان لابد من وجود كبش فداء وفاعل لجريمة تمت بأيديهم هم.

الذين تتشرف بهم أمهاتهم هم:

الشهيدة سالى زهران، الشهيد كريم بنونة، الشهيد مصطفى الصاوى، الشهيد أحمد بسيونى، الشهيد حسين طه، الشهيد إسلام محمد عبد القادر بكير، الشهيد محمد عبد المنعم حسين، الشهيد محمد محروس، الشهيد أحمد إيهاب، الشهيد مصطفى رضا، الشهيد عمرو غريب، الشهيدة أسماء الطفلة الصغيرة، الشهيد محمد عماد، الشهيد مصطفى الصاوى، الشهيد محمد فرج، الشهيد سليمان صابر على، الشهيد مدحت طاهر، الشهيد سيف الله مصطفى موسى وغيرهم الكثير والكثير.

هؤلاء هم من يستحقوا أن تتشرف بهم أمهاتهم حقاً، لأن دماءهم الزكية حررت وطنا بأكمله من نظام ظالم تشعبت جذوره فى باطن أرض الوطن لسنوات طويلة، حتى ظن الكثير أنه من الصعب اقتلاعه، وخرجوا ولم يحملوا سلاحاً سوى إيمانهم بالله وقضيتهم وعدالة موقفهم، فنصرهم الله واختارهم بين جوارهِ وجعلهم السبب المباشر فى كسر حلقة الصمت والخوف والسكينة التى كان يدور بداخلها جميع المصريين، ولولاهم ما نجحت الثورة فى تحقيق أى مطلب من مطالبنا، ولا تنحى الرئيس، ولا سُجنت حاشيته، لأن بسبب دمائهم وإزهاق أرواحهم، أصبح الذى بيننا وبين نظام مبارك دم وليس إصلاحا، أصبحت أرواح هؤلاء الشهداء هى الجدار الذى يحول بيننا وبين السماح لمبارك بالاستمرار ولو لساعة رئيساً علينا، وتحولت المظاهرات إلى ثورة، وتحولت المطالب إلى أوامر شعبية يجب تنفيذها، ولا أحد يستطيع الرجوع عنها.

هؤلاء الشهداء هم من عادوا لنا بكرامة الإنسان المصرى، حينما نالت الثورة المصرية إعجاب العالم، وعندما استطاع كل مصرى خارج وطنه أن يرفع رأسه ويتباها بأنه يحمل الجنسية المصرية، وعندما أصبح علم مصر منتشراً فى كل مكان على أرض مصر بدون أن تكون هناك مباراة لكرة قدم لمنتخب مصر.

هؤلاء من تتشرف بهم أمهاتهم، بل تتشرف بهم مصر وجميع أهلها، وهؤلاء شريان نيل آخر لمصر ولكن مياه هذا النيل دماء حمراء تجرى على أرض مصر العطشة فتسقيها، فيخرج من هذه الأرض نبت الحرية ليكبر ويصبح أشجاراً نستظل تحتها، وننعم بهواءها، ونتنفسه وتمتلئ بهِ رئات جميع المصريين على مختلف طوائفهم، هؤلاء هم شهداء الثورة المصرية وخيرة شبابها.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق