السبت، 7 مايو 2011

"اليوم السابع" فى المركز الطبى العالمى ويرصد اللحظات الأخيرة استعدادا لوصول مبارك

 نجحت "اليوم السابع" فى اختراق الحظر الأمنى للمركز الطبى العالمى التابع للقوات المسلحة الواقع بطريق القاهرة الإسماعيلية الصحراوى، واستغرقت الجريدة 3 ساعات داخل المبنى لتؤكد أن الرئيس السابق محمد حسنى مبارك لا يوجد داخل المبنى لتلقى العلاج، ولكن بات كل شىء على أهبة الاستعداد لاستقبال وصوله من شرم الشيخ فجر الاثنين.

العديد من وسائل الإعلام أذاعت خبر وصول الرئيس السابق حسنى مبارك إلى المركز الطبى العالمى ظهر يوم السبت الماضى، فقررت الجريدة البحث فى تفاصيل القضية التى تبدأ من مستشفى شرم الشيخ الدولى إلى المركز الطبى العالمى الواقع بين مدينتى الشروق التابعة لمحافظة القاهرة، والعاشر من رمضان التابعة لمحافظة الشرقية، 180 دقيقة اخترقت فيها الحظر الأمنى والتقيت فيها مع رجال الأمن المسئولين عن تأمين المكان، وتفاوضت مع العاملين بالمبنى، بحثا عن مفاتيح اللغز ببقاء مبارك داخل المركز من عدمه، تتبعت الخيوط، وادعينا مرض أحد أقاربنا لمعرفة إجراءات دخوله المركز، كدنا أن نقع فى أيدى الأمن، أو تحت سلاح قناصة الجنود المتوقع وجودنا على مقربة منهم ، وتنقلنا بين الطوابق والغرف وعدنا بهذه القصة.

عند الكيلو 42 من طريق القاهرة الإسماعيلية الصحراوى وقبل منتجع "استلا هارتز" السكنى يقابلك على اليمن وأنت متجها إلى الإسماعيلية المركز الطبى العالمى على مساحة‏ أكثر من 50 فدانا، المبانى قليلة وسط كثافة الأشجار والخضرة التى تكسو كافة مداخل المركز وعددها يتجاوز 4 مداخل، أغلقت جميعا ماعدا مدخل الاستقبال والطوارىء، وعندما تصل إليه عليك إبراز بطاقتك الشخصية وتحديد سبب تواجدك بشكل دقيق، وبعد الإجابة على التساؤلات التى تريح قلب مسئول الأمن يحتفظ ببطاقتك حتى تعود مرة أخرى، لم يكن الأمر سهلا فالإجراءات الأمنية المشددة للدخول زادت من صعوبة المهمة.

السؤال الذى كان يدور فى أذهاننا هل تلك التشديدات الأمنية تؤكد وجود مبارك من عدمه؟ بعد الدخول بدت الإجابة غير عصية على السؤال.

اختراق البوابة

كانت البداية مع دقات الساعة السابعة مساء يوم السبت، أمام بوابة المركز الطبى العالمى، عندما اقتربنا بالسيارة، على الفور استوقفنا رجال الأمن مرددين "خير يا حضرات ممنوع الوقوف" كان علينا البحث عن حجة مقنعة تبرر دخولنا المركز، فكانت الحجة السؤال عن تكاليف دخول مريض بأزمة قلبية وغيبوبة سكر.

ارتباك وقلق واضطراب داخلنا سادنا للحظات، وبعد ذلك نجحنا فى إزالة الشك وإقناع أفراد الأمن بالقصة المزيفة، اخبرونا بالتوجه إلى المبنى “G” وسؤال موظف الاستقبال، تراقبك عيون كثيرة لكنك تظل فى طريقك مستهدفا "الريسبشن "، ليستوقفك لافتة كبيرة مكتوب عليها "وزارة الدفاع .. المركز الطبى العالمى يرحب بالإخوة العرب والأجانب"، فلا غرابة فى الأمر فهو صرح طبى مميز من حيث البناء والشكل الهندسى، يستهدف تقديم خدمة طبية متقدمة للمدنيين والعسكريين والشخصيات المرموقة ورجال الأعمال من المصرين والعرب والأجانب المقيمين فى مصر، وكان اللافت فى الأمر أن المركز يضم مهبطا للطائرات على بعد خطوات من المدخل رقم "2" المجاور لوحدة الرنين المغناطيسى وبالقرب منه مساحة هائلة لجراج سيارات.

داخل المبنى الطوارئ

كانت قائمة أسعار الدخول التى كتبها موظف الاستقبال بخط يده، تطرح عدة أسئلة على رأسها طريقة تسديد مبارك لتلك الفواتير، هل عن طريق الدفع الفورى، أو بالطريقة المتعارف عليها أثناء توليه منصب الرئاسة، وكانت القائمة تتضمن "تكاليف أول كشف بأى عيادات متخصصة بـ110 جنيهات، وإذا تم احتجاز المريض بغرفة منفردة 5 آلاف جنيه، وبالنسبة لتأمين الغرفة 5 آلاف جنيه، أما إذا كانت الغرفة منفردة بالإضافة لمرافق فتكون التكلفة لليوم الواحد 625 جنيها وتأمين الغرفة 6 آلاف جنيه، وفى حال أن يتم حجز غرفة مزدوجة فيتكلف اليوم بـ325جنيها وتأمين للغرفة 4 آلاف جنيه، وفى حال احتياج المريض للرعاية المركزة فاليوم يتكلف 1025 جنيها وتأمين الرعاية 10آلاف جنيه، بالتأكيد الوضع مختلف بالنسبة لمبارك الذى يتلقى العلاج فى الدور الخامس بالمبنى "B"، والشهير بالجناح الرئاسى حيث كان مبارك يتردد عليه أثناء فترة الرئاسة كل 6 أشهر تقريبا لعمل استجمام صحى لأربعة أيام تقريبا.

البحث عن الجناح الرئاسى

بعيدا عن مبنى الاستقبال والطوارىء عليك أن تسير على قدميك قرابة 10 دقائق، بحجة البحث عن “W.C” يقابلك خلالها مدخل "باركنج" تحت الأرض، وملف دائرى مرسوم بشكل هندسى محاط بأشجار كثيفة، وفجأة يظهر الدور الأرضى للمبنى على هيئة غرف تحت الأرض يقودك إليها سلم على يمين الجراج فى اتجاه المبنى الرئيسى للقسم الداخلى الذى تتصدره الآية الكريمة "وإذا مرضت فهو يشفين"، وهنا يأتى الشعور بالحيرة لوجود مدخلين للمبنى الأول على اليمين يتصدره بوابة أمن، وأحد المحلات الشبيه بمحلات المول التجارى والذى يضم الهدايا التحف والورود المجففة وعلب الشيكولاته، وعلى بعد خطوات تجد كافية يقدم المشروبات الساخنة والباردة.

فى المقابل هناك مدخل آخر يختلف فى تصميمه عن باقى المبانى حيث يكتسى بالزجاج الأسود، ويظهر منه بهو كبير يضم أكثر من طقم صالون فاخر، يفصله عن باقى المبنى أبواب مغلقة بسلاسل وإقفال، ويضم طاولة مستديرة بها بعض الورود المجففة.

بالفعل دخلنا المبنى المفتوح الذى يتصدره عامل الأمن بصعوبة شديدة، هناك وجدنا الكل يتهامس فيما بينهما عن الاستعداد لوصول مبارك فجر يوم الاثنين، وعلى بعد خطوات من بوابة الأمن المجهزة بأحدث الأجهزة لكشف محتويات الحقائب، تجد باب صغير يقودك لسلم يأخذك للأدوار الخمسة للمبنى، وبعد انشغال عيون الحاضرين، ومع ارتفاع ضربات القلب تسللنا إلى الدور الأول الذى يضم حالات مرضى الأورام، فيما كان الدور الثانى خاص بمرضى الجهاز الهضمى، أما عن الدوران الثالث والرابع فكانا مخصصان للإقامة الفندقية للمرافقين ويطلق عليهما "أوتيل"، أما الدور الخامس فهو بيت القصيد مقر الجناح الرئاسى الذى يستعد لاستقبال "مبارك "، والذى يتكون من 11 غرفة، بالإضافة إلى صالات الاستقبال الفاخرة، وأكد بعض عمال النظافة أنه تجهيز إحدى الغرف القريبة من صالون استقبال الزوار استعدادا لوصول مبارك فجر الاثنين.

اللافت فى الأمر أنه لن نتوصل إلى أى كاميرات مراقبة فى المبنى، فهل يرجع ذلك إلى استخدام كاميرات ذات تقنية عالية حتى أنها لا ترى بالعين المجردة، أم أن الحظ يحالفنا فى خلو المبنى من الكاميرات حتى نتمكن من إتمام المهمة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق