الخميس، 26 مايو 2011

قرشك الابيض ...ليومك الاسود ...............كتبها المفتري

لا أعلم أهو حسد أم ( ضيقة عين ) ؟

أو ربما الاثنين ..

أرقام فلكية ويصح أن أقول عنها ضوئية تلك التي يكون عن يمينها سرب من الأصفار ومزركشة برمز الدولار أو الدينار أو الريال وليس للين الياباني نصيب بين هذه الرموز ، فأقول في نفسي الأمارة بالسوء ( ماذا سيفعل بكل هذا المال ؟ ) فأعدد ماذا يحتاج الإنسان ليعيش حياة كريمة حسب قول فقهاء الكرامة العربية : بيت وسيارة و مزرعة ومصنع وطائرة خاصة ومطار خاص وبعض العقارات وبعض الزوجات وأربعين ولد وصحة جيدة وصندوق فياغرا ومسؤول يسند ظهره ورضا وزارة الخارجية الأمريكية إذا أمكن وبعض الأسهم هنا وهناك وبعض الرجال المدرعين بالعضلات لحمايته ومدير أعمال منافق وسكرتير خريج أكاديمية الكذب والمراوغة .



وبعد حسابات وتقديرات وجدت أن مائة مليون دولار تكفي لوجود كل ما هو مذكور أعلاه !

إذاً … لماذا يجمعون آلاف الملايين ؟

السؤال لا يعني غير المسلمين حتماً

والأسئلة التي تدور بخلدي كثيرة وأظن أن الشيطان من زرعها برأسي ..

هل هناك حياة ثانية بعد وفاتنا غير حياة البرزخ ويوم القيامة والجنة أو النار ؟

هل أصحاب الأرقام الجنونية يعلمون شيئاً لا نعلمه فيجعلهم حريصين بل مستميتين على

جمع أكبر قدر ممكن من المال قبل موتهم ؟

هل هناك شركة أو وسيلة نجهلها ستحول لهم أرصدتهم وأملاكهم إلى حيث سيذهبون ؟

هل اكتشف العلماء دواءً للخلود ؟

تدور وتحوم أسئلة لا أجد لها إجابات لا في الكتب ولا في رأسي ولا تحت الوسادة !

ويحضرني حكمة تقول ( خبي قرشك الأبيض ليومك الأسود )

فهمت من هذه الحكمة أنه على الإنسان - الطبيعي - بشكل عام أن يقتصد في معيشته ويوفر ما استطاع من دخله طيلة الأيام - البيضاء – فربما تسوء حاله ويأتيه يوم أسود فيضربه بماله

- الذي وفره في الأيام البيض – فرشاة دهان فيجعله رمادي أو ربما أبيض …

تالله إنها حكمة حكيمة ولكن صلاحيتها انتهت بكل تأكيد ، فالهوامير وضعوا قانون للسمك الصغير فجعلوه يقفز خارج البحر خشية أن يأكلوه فيجد نفسه في الهواء يواجه الموت فيعود للماء طالباً بعض الأوكسجين ، وما أن يتنفس بضع ذرات أوكسجين حتى يرى فك هامور يريد تمزيقه فيقفز في الهواء مرة أخرى وهذا دواليك أو قاتليك !



أيام سود تتوالى على المواطن وأوكسجين يكاد لا يكفيه للبقاء على قيد السجلات المدنية !

فلان مات بالسكتة القلبية والأمر طبيعي وتعددت الأسباب والموت واحد عمره ثلاثين سنة

فلان مات بحادث سيارة أليم عندما دخل بسيارته تحت شاحنة كبيرة من الخلف كان سائق ماهر وليس في سجله المروري أي مخالفة

فلان أصبح من نزلاء مستشفى الأمراض العقلية خريج كلية الآداب علم الاجتماع



أصبح المواطن في خضم الأيام السود يسرق من دخله بضع دراهم ليعيش يوماً أبيض !

حلقة مغلقة تماماً تحيط بأغلب المواطنين في الوطن العربي بدرجات متفاوتة فالحلقة في الخليج العربي أقل إحكاماً من المغرب العربي وكذلك المغرب العربي أقل من بلاد الشام و بلاد الشام أقل من مصر والسودان وباقي الدول المنكوبة بالهوامير !



أعود لأسأل .. ماذا يريدون هؤلاء الهوامير؟

ارتفعت أسعار العقارات فرفعوا الإيجارات و هم ملاك العقارات التي ارتفع سعرها !

وقس على ذلك كل شيء ، فهم يزدادون انتفاخاً والمواطن يزداد نحالة وهزالة والشيء الوحيد الذي يرتفع عند المواطن هو ضغط الدم و ماعدا ذلك فهو في هبوط مستمر ابتداءً بالمعنويات وانتهاءً بالانتماء للوطن والعروبة ، وعند التعمق أكثر في الموضوع تجد أن حماة الحياة البحرية والبرية يسنون قوانين تمنع اصطياد سمك القرش والحيتان في البحر والأسود والذئاب وكل الحيوانات المفترسة بما في ذلك التماسيح على الأرض وفي السماء يمنعون صيد الجوارح بجميع أنواعها خشية انقراضها !

بينما تجد الحيوانات اللطيفة والأليفة تُهجَّن وتدجن وترعى وتسمن لكي تؤكل !

فهل ينطبق على المواطن العربي الفقير هذا المثال ؟

هل هي سنة الحياة ؟

هل أنت ذئب يسيل لعابه أم أرنب يركض بحثاً عن وكر ؟

أنت صياد يتسلى ويتفنن أم عصفور يهيم في السماء بحثاً عن عشٍّ يأويه ؟

سمكة صغيرة أم قرش ؟

المضحك في الأمر أنهم يستمتعون في تعذيب فريستهم وتسمينها ، فالصيد وفير ضمن أسلاك شائكة لا مفرّ منها إلا من رحم ربي واستطاع بمعجزة التسلل خارجها أو من جعلوه كلب صيد لهم فهذا تعافه نفسهم وتمنعهم عقيدتهم من أكله إذ أصبح من ذوات الأنياب و المخالب !



القرش واليوم الأبيض أصبحا ترفاً بالنسبة إلى البعض وحلماً بعيداً بالنسبة للكثيرين وكذلك اليوم الأسود لا يراه الغير أليفين إلاّ عندما تهبط أسهم البورصة قليلاً فتنخفض نسبة أرباحهم خمسة بالمائة أو عندما تصر زوجة أحدهم على الشوبينق من الشانزيليزيه وابنته الدلوعة تحبذ أسواق وموديلات روما وابنه الغنوج يفضل لندن !

ويومه حقاً يكون أسود عندما يذهب لماربيا لقضاء الصيف فيجد الجناح الذي قد حجزه عن طريق مكتب السياحة لا يطل على البحر بل يطل على المسبح الداخلي للفندق !

وعلى ما أذكر أن مكالمة هاتفية أتتني من سويسرا من هامور عرفته لفترة من الزمن كان يقضي بضعة أيام مع عائلته قال لي خلالها : يا شيخ .. والله ملل .. ضاق صدري من الهدوء والطبيعة و الثلج والجميلات والنظام والرتابة والنظافة !

( قد اشتاق لأغنامه التي ترعى بعقاراته )

طبعاً لم يتصل عليّ إلاّ ليقول لي ضمنياً هل مازلت حياً ؟ لا تمت .. سآتي لآكلك طازجاً

يقول لي شيطاني في بعض الأحيان : لو يكتفون بربع أموالهم والتي تضمن لهم عيش حياة كريمة جداً لمدة ألف عام مع ألف ولد وألف زوجة وخمسة آلاف حفيد ، ويوزعون الباقي على إخوانهم المسلمين وليس اليهود فما الذي يضرهم في ذلك ؟

أيخافون دخول الجنة ؟

أم هم قد تحالفوا مع الشيطان وعاهدوه أن لا يفارقوه في الدنيا والآخرة ؟

سؤال ينتظر إجابة .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق