الأحد، 18 مارس 2012

فرط الحركة‏....‏ سلوك طبيعي أم مرضي كتبت:سالي حسن

تشتكي كثير من الأمهات من حركة أطفالهن الزائدة‏,‏ وقد تعتبر بعضهن هذه الحركة الزائدة أمرا عاديا في حين تعتبره أخريات أمرا خارج عن السيطرة يستوجب التدخل‏.‏بالعلاج. <="" div="" border="0"> د.هاشم بحري رئيس قسم الطب النفسي بكلية الطب جامعة الأزهر يوضح ليس كل طفل كثير الحركة- من وجهة نظر والدته مريض بفرط الحركة, فحركة الأطفال قد تكون دليلا علي الحيوية والنشاط, خاصة لأولئك الصغار الذين بدأوا حديثا في المشي وغمرتهم السعادة في اكتساب مهارة جديدة وهي المشي والجري والوصول للأشياء. وقد تكون أيضا كثرة الحركة داخل الفصل الدراسي إشارة إلي ارتفاع معدل الذكاء لأولئك الصغار الذين يقيدهم منهج دراسي موجه لمتوسطي الذكاء. ويضيف أنه حينما يتم تقييم هؤلاء الأطفال يتضح أن حركتهم لاتزال في الحدود الطبيعية, لكن تحمل أسرهم لهم قد تكون قليلة. وهناك عوامل خارجية تؤدي أيضا إلي الحركة الزائدة مثل ضيق المنزل وعدم وجود أماكن مناسبة ينفس الأطفال فيها عن نشاطهم الطبيعي وربما يرجع ذلك إلي عدم وجود وسائل تسلية وألعاب مناسبة يفرغ الأطفال فيها طاقاتهم الطبيعية. أما اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه فهو مختلف ويقسمه إلي ثلاثة أنواع: النوع الأول ويظهر فيه قلة التركيز وفرط الحركة معا, والنوع الثاني يغلب علي الطفل قلة التركيز, أما النوع الأخير فيغلب عليه فرط الحركة والاندفاع. وتشير الدراسات إلي أن هذا الإضطراب يشكل أعلي نسبة تشخيصية للأطفال الذين يرتادون العيادة النفسية للأطفال, فهو يصيب3-5% من الأطفال ونحو90% من الأطفال المصابين من الذكور وعادة ما يعانون من فرط الحركة وردة الفعل الفجائية.وتتمثل أعراض هذا الاضطراب كما يوضح في كثرة الحركة وعدم الاستقرار في مكان واحد لأكثر من دقائق.. وكثرة التململ حتي أثناء الجلوس.. والجري هنا وهناك والتعلق بالأشياء.. وربما تسلق بعض الأشياء الخطرة.. وعدم التركيز علي ما يقال أو استكمال الشيء حتي نهايته.. والشرود وكثرة النسيان.. وكثرة الكلام.. وعدم القدرة علي الالتزام بالنظام.. والتحول من نشاط إلي آخر بسرعة وعدم الاستماع لما يقال.. ومقاطعة المتكلم والإجابة دون تفكير.. وغيرها من أمور تؤكد للمتابع والملاحظ أن ما يعاني منه هذا الطفل مزيج من الفوضي والنشاط الحركي الزائد عن الحد.. وربما عدم الانتباه.وفي هذا الاضطراب تلاحظ كثرة حركة الطفل غير الطبيعية بشكل يؤثر سلبا علي سلوكه وسلامته في المنزل وعلي أدائه الدراسي في المدرسة.ويلاحظ علي هؤلاء الأطفال كذلك الممارسات الاندفاعية غير المتوقعة مثل رمي الأشياء أو ضرب الإخوة أو اجتياز الطريق العام فجأة دون التفكير لما سيحدثه من خطر, كما يلاحظ عليهم تشتت الانتباه وعدم القدرة علي إتمام الواجبات الدراسية وإنجاز مايطلب منهم من أعمال بدون انقطاعات متكررة. ويستطيع الوالدان ببساطة تحديد درجة وكمية النشاط الذي يصدر من أطفالهم وهل هو نشاط قصير أم طويل ومتواصل وهل يختلف نشاطهم عن نشاط أقرانهم من نفس الجنس والعمر. وعندما يشك الوالدان في معرفة ما إذا كان نشاط أبنائهم طبيعي أم لا, فإن عليهم زيارة المدرسة أو مكان التسلية والترويح الذي يلعب فيه الأطفال من نفس العمر أو أن يكلفا صديقا لهم بملاحظة أبنائهم حيث أننا لا نجزم بوجود النشاط الحركي الزائد عند الطفل إلا إذا تكررت منه أعراضه في أكثر من مكان مثل البيت والمدرسة والشارع وعند الأصدقاء, وعندها فقط نتيقن أن ما يعاني منه هذا الطفل هو فرط النشاط. ويؤكد د.هاشم إن هؤلاء الأطفال بحاجة ماسة للتقييم الطبي والنفسي والإجتماعي المتكامل, وتزويد الأهل ببرامج سلوكية وتوجيهية للحركة الزائدة وتشتت الانتباه, وماقد يصاحبها من سلوك عدواني في بعض الأحيان, كما أن عددا كبيرا منهم بحاجة لبعض الأدوية والعقاقير لضبط حركتهم وتحسين تركيزهم وبالتالي تحسين استيعابهم الدراسي ومهاراتهم الإجتماعية والشخصية.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق