الأربعاء، 7 مارس 2012

أتردد في استخدام العدسات اللاصقة، فهل من نصيحة؟

مثل المعاناة من ضعف البصر وفقدان القدرة على الاستغناء عن النظارات الطبية مشكلة تحاول الكثير من المراهقات الإفلات منها، فمرحلة المراهقة مرحلة انطلاق وتحرر، وتكوين علاقات اجتماعية، وانفتاح على العالم الخارجي، ولابد في جميع الأحوال أن تتحلى المراهقة بقدر كافٍ من الثقة بالذات والثبات عند التعامل مع المحيطين. فمع تزايد الاهتمام بالمظاهر الخارجية التي باتت تشكل عنصرا أساسيا في تكوين صور ذهنية عن الآخرين، صار الحصول على أفضل مظهر شخصي ممكن حلم الكثيرات من مراهقات الجيل الحالي مما يدفع بعضهن إلى اتباع أساليب متنوعة للتخلص من عيوب المظهر، وقد يكون ذلك أحيانا على حساب صحتهن! تحتاج المراهقات من ضعاف البصر إلى التفاعل بقدر من الحرية أثناء ممارسة الأنشطة الشخصية، لاسيما الرياضات على تنوعها، وكذلك عند حضور المناسبات الاجتماعية والخروج مع الأصدقاء، الأمر الذي يجعل في العدسات اللاصقة الحل الأمثل للتخلص من عبء النظارات الطبية، خاصة مع إمكانية تعرضها للكسر أثناء الحركة السريعة. وهنا يطرح السؤال نفسه، هل في استخدام العدسات خطر على البصر في المستقبل؟ أبرز عيوب العدسات اللاصقة ليس من المنصوح به طبيا استخدام العدسات دون استشارة أخصائي عيون لضمان سلامة الاستخدام وعدم تأثر العين سلبيا في المستقبل. قد تُصاب المراهقة بتقرح في القرنية مع طول استخدام العدسات، خاصة إذا ما تجاوزت الفترة المنصوح باستخدامها خلالها. ليس من المفترض استخدام العدسات عند الشعور بآلام في العين، وأيضا عند التعرض للأشعة فوق البنفسجية التي تفاقم احتمالية الإصابة بتقرح القرنية مما يتطور في المستقبل إلى عيوب في الإبصار، فغشاء القرنية غشاء غير وعائي، أي لا يستمد الغذاء من الأوعية الدموية، بل من الهواء، وتعرضه للتقرح يهدد بموت خلاياه الحية، وهو أمر يهدد بما لا يُحمد عقابه! من عيوب العدسات اللاصقة أيضا إصابة العين بحساسية من جراء المواد الكيماوية التي تدخل في تصنيع سائل حفظ العدسات، وكذلك نقل العدوى إلى العين إذا ما تعرض السائل لميكروبات. علاوة على ذلك، تتأثر العدسات بالهواء الخارجي وتصيب العيب بالاحمرار إذا ما كان الهواء محملا بدخان السجائر أو الأتربة. وبالطبع تُصاب المراهقة بالصداع وفقدان التركيز والغثيان أحيانا إذا ما كان هناك تفاوت بين مقاس العدسات ومقاس النظارات الطبية، خاصة في اللحظات الأولى من خلع النظارات لارتدائها أو العكس. طرق تجاوز هذه المشكلات من السهل تفادي مشكلة تقرح القرنية إذا ما تنبهت له المراهقة في بداياته، فإذا ما أصيبت العين بزغللة أو عدم وضوح في الرؤية بسبب ارتشاح السوائل الناتج عن نقص الأوكسجين، على المراهقة خلع العدسات فورا لساعات حتى تستعيد تركيزها. من الواجب على المراهقة الحرص عند وضع العدسات، فلابد من غسل الأصابع جيدا، وإذا ما رغبت في استخدام مساحيق التجميل لتزيين العين، يجب وضع العدسات أولا، وليس العكس كما يظن البعض، وذلك لضمان عدم تأثر العين بالمساحيق بصورة مباشرة. من الضروري أيضا العناية بالعدسات ووضعها في محاليل ملحية عقب خلعها مباشرة لضمان حمايتها من الجراثيم، ولا يصح أبدا غسلها بمياه الشرب. نصائح لكيفية استخدام العدسات: • غسل اليدين بالصابون وشطفهما جيدا • غسل العدسات بالمحلول جيدا والتأكد من خلوهما من الأتربة • تجنب تغيير محلول التنظيف دون استشارة طبيب متخصص • خلع العدسات في حالات السباحة أو الخلود إلى النوم • التخلص من العدسات فور انتهاء صلاحيتها، ومن المنصوح به الاستغناء عنها قبل ذلك الموعد بفترة • عدم التردد في استشارة أخصائي عيون عند الإصابة باحمرار أو زغللة، أو غير ذلك من الحالات الناتجة عن تأثر العين بسبب العدسة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق