الجمعة، 20 أبريل 2012

زيارة المقابر والتفكير فى الموت يُحسِّن من سلوك الإنسان


كشفت دراسة حديثة أجراها باحثون من جامعة ميسورى فى الولايات المتحدة الأمريكية عن أن التفكير فى الموت بشكل مستمر وزيارة المقابر له تأثير إيجابى على صحة الإنسان وسلوكه الاجتماعى والشخصى، حيث ذكرت أنه يحسن من الصحة البدنية الخاصة بالإنسان ويجعل سلوكه الشخصى أكثر إيجابية ونفعاً تجاه الآخرين. وأشارت الدراسة إلى أن وعى وإدراك الأشخاص بالموت يجعلهم يعيدون التفكير فى الأهداف والقيم الخاصة بهم مرة أخرى، ونجح فى إحداث تغييرات إيجابية فى سلوكهم والسعى نحو مساعدة الآخرين، وهو عكس ما توصلت إليه دراسات سابقة بأن التفكير فى الموت أمر خطير ومدمر لحياة الإنسان وقد يقوده إلى العنف. وجاءت هذه النتائج فى دراسة حديثة نشرت بدورية "Personality and Social Psychology Review"، وذلك على الموقع الإلكترونى الخاص بها التاسع عشر من شهر أبريل الجارى. وأضافت الدراسة أن التفكير فى الموت بشكل يومى له دور فى تحفيز قدرات الإنسان وسلوكه كى يقلل الضرر الذى يسببه لنفسه وغيره من البشر، وكما يحفزه ليصبح فى صحة جيدة، حيث ذكر الباحثون أن كثيراً من الأشخاص الذين يفكرون فى الموت قللوا من معدلات تدخينهم وزادوا من نشاطهم الرياضى، فيما حرصت الكثير من السيدات بإجراء فحوصات على الثدى بشكل دورى ومنتظم، وكما استخدمن الكريمات الواقية من الشمس لتقليل فرص الإصابة بسرطان الجلد. وتوصل الباحثون إلى هذه النتائج بعد أن قاموا بمراقبة عدد من الأشخاص المتواجدين بالمقابر لزيارة أحد أقاربهم أو أصدقائهم المتوفين، ثم قام أحد القائمين على الدراسة بالتحدث عن قيمة مساعدة الآخرين على مسامع الشخص محل الدراسة، ليقوم بعد ذلك شخص آخر من القائمين على الدراسة بإلقاء كتاب على الأرض على مسافة يسيرة من المقابر، ثم قام الباحثون بحصر من قام بالمساعدة فى حمل الكتاب من الأرض ومن أعرض عن ذلك من بين الأشخاص الذين كانوا فى المقابر وعدد من الأشخاص الآخرين. وكشفت النتائج عن أن الأشخاص الذين كانوا قد زاروا المقابر وقاموا بمساعدة الشخص الغريب فى حمل الكتاب من على الأرض كان عددهم أكبر بمقدار 40% مقارنة بالأشخاص الذين لم يزوروا المقابر ولم يتأثروا بالموت أو يفكروا فيه.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق