الأربعاء، 25 أبريل 2012

صخرة ديان.. حائط مبكي في الشيخ زويد

في مدينة الشيخ زويد ومع طلة كل صباح يتمني أهلها زوال الصخرة أو ما يطلق عليها "صخرة ديان" التي تقع علي ربوة عالية بالقرب من ساحل البحر حتي تكون علي مرمي البصر ويراها أهالي المدينة. "صخرة ديان" نسبة إلي السفاح موشي ديان وزير الحرب "الإسرائيلي" الأسبق. شيدت كنصب تذكاري لعدد من الطيارين من سلاح الجو "الإسرائيلي". سقطت طائراتهم العسكرية في مدينة الشيخ زويد بمحافظة شمال سيناء في عام 1967. وكانت تضم 11 طيارا لقوا مصرعهم جميعا. تم نحت النصب بعناية فائقة في صخرة ضخمة جلبت من "جبل موسي" لإضفاء نوع من القدسية. وللنصب ثلاث واجهات. الأولي علي شكل امرأة عربية تحمل طفلها وتهرول ناحية البحر في دلالة واضحة علي خوف العرب من اعتداءات بني صهيون. والواجهة الثانية علي شكل خريطة سيناء منكسة. والثالثة علي شكل خريطة فلسطين كما يراها "الإسرائيليون". فيما حفرت اسماء الطيارين القتلي علي الصخرة باللغة العبرية. اختار "ديان" المكان المخصص لإقامة النصب التذكاري بعناية فائقة. فهو المكان نفسه الذي شهد مذبحة مروعة للأسري المصريين. كما ان ارتفاع المكان عن سطح البحر جعل النصب التذكاري علي مرمي البصر من الجميع. وكان يقصد بذلك ان يظهر ان القتلي "الاسرائيليين" أغلي من الشهداء المصريين. والدليل علي ذلك ان "اسرائيل" اقامت لقتلاها نصباً تذكاريا يخلد ذكراهم ويحمل اسماءهم حتي اليوم. الإيحاء الآخر الذي تمثله الصخرة يتمثل في ضخامتها وارتفاعها لتوحي بالهزيمة والانكسار. والمثير ان هذه الصخرة تحولت بعد ذلك إلي "حائط مبكي" جديد يزوره "الاسرائيليون" كل عام ليذرفوا دموع التماسيح علي قتلاهم. الأخطر من ذلك ان النصب تحول إلي مزار سياحي للمصريين يحرصون علي زيارته عند ذهابهم إلي سيناء. ويلتقطون الصور التذكارية بجواره. ومن خلف هذه الصور تبدو النقوش العبرية لأحد عشر سفاحاً "إسرائيلياً". وتوضع الصور في البومات تضم صور شهداء مصريين في حربي 1967 و1973 ليصبح الشهيد وقاتله في ألبوم واحد. من المفارقات العجيبة أن "صخرة ديان" مقامة علي أرض مملوكة لأحد أهم رموز المقاومة الشعبية في العريش. وهو المجاهد اسماعيل خطابي. ومن بطولاته الرائعة انه استطاع بمساعدة رجال المقاومة تهريب طيارين مصريين سقطت طائرتهما في العريش في عام 1967 بعد اشتباك عنيف مع طائرتين "اسرئيليتين" سقطتا ايضا ودخل الجميع مستشفي العريش. فمات الطيارون "الاسرائيليون" متأثرين بحروقهم فيما بقي الطياران المصريان. وهما اللواء محمد علي خميس واللواء محمد حسن شحاتة. اللذان كانا ينويان تفجير طائرتيهما في قلب تل ابيب..أسرع المجاهد اسماعيل خطابي إلي المستشفي ومزق بطاقتيهما وعمل بيانات جديدة لهما بعد ان علم أن "الاسرائيليين" يبحثون عنهما في كل مكان. وهربهما من المستشفي وأخفاهما في منزله القديم في العريش. فجن جنون "الاسرائيليين" وهددوا بنسف أي منزل يشتبه في وجود الطيارين المصريين فيه. بل هددوا بنسف المنطقة بكاملها وأعلنوا عن مكافأة قدرها 10 آلاف جنيه لمن يدلي بمعلومات عن مكان اختفائهما. لم يصلح الترهيب ولا الترغيب مع "خطابي" الذي نجح في تهريب الطيارين في سيارة مخصصة للموتي إلي مدافن العريش ومنها إلي بورسعيد حتي اطمأن علي وصولهما إلي القاهرة. حينما أقام ديان النصب اعترض المجاهد اسماعيل خطابي علي إقامته علي أرضه. وتقدم بعدة شكاوي إلي جهات دولية ومنها الصليب الأحمر. طالب فيها بحقه مؤكدا تمسكه بأرضه. وشاركه أخوته في هذه الشكاوي. وبسبب اعتراضه علي بقاء هذا النصب علي أرضه اعتقلته السلطات "الاسرائيلية" خمس مرات وقضي ثلاث سنوات في سجون تل ابيب. بعد انتصار اكتوبر في عام 1973 توقع "خطابي" ان تعود أر

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق