الجمعة، 17 يونيو 2011

طرة الحقيقة والسراب



انه لمن السذاجة أن يعتقد أو يتخيل البعض أن نزلاء سجن مزرعة طره من رموز النظام السابق متمثلين فى أبرز وزراء حكومة نظيف وقيادات الحزب الوطنى ونجلى الرئيس المخلوع  يعاملون نفس معاملة أقرانهم من السجناء فى نفس السجن أو فى أى سجن آخر ، فقد كنت أعتقد بأنهم فى محبسهم سوف يشعرون بما كان يشعر به المواطن المصرى البسيط والفقير من قصر ذات اليد وقلة امكانيات وتدنى فى مستوى المعيشه ، وكان يراودنى تخيل بأنه مع حرارة جو الصيف أن أحداً منهم يمسك بورقة كرتون ليهوى بها لنفسه أو أن تنقطع عليهم الكهرباء فجأة ليجدوا أنفسهم قليلى الحيلة أو أن تنقطع المياه لبضع ساعات يذقون فيها طعم المر والعذاب 
إلا ان كل ذلك يعد من درب الخيال وحقيقة الوضع داخل السجن طبقاً لروايات طقم الحراسة والمراسلين الصحفيين تقول بأن ادارة السجن حولت كثير من مكاتب الضباط الى دورات مياه على أعلى مستوى وتم تركيب أكثر من 20 جهاز تكييف داخل الزنازين والطعام اليومى يأتيهم من مطاعم الخمس نجوم إلا أن البعض منهم يطلب طعاماً خصيصاً بعينه ويتوافر لديهم جميع أنواع الأتصال بالعالم الخارجى من تليفزيون وجرائد وموبايل ولاب توب والزيارات غير مقيده بوقت معين ويقوم على راحتهم مجموعة من الضباط وعلى خدمتهم بعض من السجناء ليتحول السجن فجأة الى سجن فايف ستارز يعمل الجميع فيه على راحة كبار نجوم هذا السجن والحياه بالنسبة لهم لا ينقصها سوى العيش مع ذويهم وارتداء البدل السينيه ولا أستبعد أن يتم مد البحر اليهم ليقضوا مصيف هادىء فى جو من الاستجمام !
أعلم جيداً بأن النظام السابق كان من أعتى الأنظمة الظالمة والفاسدة فى العالم وليس سهلاً عليهم وضعهم الحالى وليس هيناً عليهم بعد العزة والغرور والكبرياء كسرة النفس والعين والذل ويكفى قيد الحرية الا أن المساواة فى الظلم عدل واذا لم تتم المساواه فى الميزات لجميع السجناء سيكون ذلك بمثابة دعوة ضمنية للخارجين عن القانون والفاسدين لسرقة ونهب الملايين والمليارات حتى يجدوا لأنفسهم مكاناً ينعموا فيه بهذه المميزات ،  فكنا قد استبشرنا خيراً بإنقضاء عهد مضى من محسوبيات ووساطه وأشخاص فوق القانون لعهد جديد مشرق لا يوجد فيه احد فوق القانون إلا انه على ما يبدو لم يتحقق ذلك بالقدر المطلوب ولم تتحقق حتى الأن العدالة التى قامت من أجلها ونادت بها الثورة واذا كانت قد نجحت تحت مسمى ثورة ضد الفساد فنحن فى حاجة إلى ثورة ضد المحسوبيات والرشاوى وثورة ضد الفقر والغلاء وثورة ضد البلطجة والانفلات الأمنى لعل الأمر مسألة وقت ويحدث ذلك فى القريب العاجل ان شاء الله .
المصدر : هانى العنبرى

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق